زاد الاردن الاخباري -
يغوص كتاب (الحب في القران الكريم) الذي الفه سمو الأمير غازي بن محمد حول معاني ودلالات كلمة الحب البليغة كما وردت في القران الكريم .
يشرح الكتاب على نحو مستوف كل ما يفيض به معنى الحب كما وردت في الآيات القرانية حصرا في محاولة علمية منهجية لسبر أغوار المفردة والاستفادة منها في عمل الخير ومساعدة الناس بعيدا عن حب الشهوات .
يتساءل سموه في العديد من فصول الكتاب عن أسباب غياب موضوع الحب والاستشهاد به من قبل العلماء والمفكرين والمهتمين من خلال الآيات القرآنية باستثناء ما اشتغل عليه المتصوفون .
يسلك الكتاب منهجية استدلالية تستند إلى أحكام وأسس تتعلق بقواعد التفسير القراني لمعنى الحب وأسراره , ويستنبط من الآيات القرآنية تعريفا لمفردة الحب بأنه ميل من بعد الإعجاب إلى الحسن الذي يرى فيه الكتاب اختلافا جوهريا عما قدمه كثير من العلماء في تعريف الحب .
ويروي سموه في الكتاب مسألة الكون والحب وكيف ان الكون كله يسبح الله ويحمده فطريا مبينا ان فضل الله على الناس عميم من ناحية خلقهم في اجمل صورة وأحسن تقويم .
ويشير الكتاب إلى ثمانية أصناف من البشر الذين يحبهم الله هم: المتوكلون، المتطهرون،التوابون، المقسطون، الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، الصابرون، المتقون، والمحسنون، وان القاسم المشترك بين هذه الأصناف هي التحلي بأنواع الفضائل .
ويذكر الكتاب مراتب الجمال والحب وان أعلاها في التسلسل الهرمي هو جمال الله وأسمائه وصفاته ثم جمال رسوله ثم جمال الآخرة .
وهكذا إلى أن يصل إلى الأنواع الهابطة مثل تزيين الأعمال السيئة وتزيين قبائح الأعمال كالشرك وقتل الأولاد .
يأمل سمو الأمير غازي من تحقيقه لهذه الدراسة ونشرها في كتاب تبيان بان كل ما يمكن أن يقال عن الحب موجود في كتاب الله جل جلاله وانه مذكور بالتفصيل وليس بالمجمل .
تأتي قيمة هذا الجهد الإبداعي النادر لاحاطته الشاملة بموضوع الحب وتعريفه الوافي والدقيق لقضاياه المذكورة في القران الكريم واشتغاله على مسائل كثيرة أثرت الدراسة بموضوعه الرئيسي في الإطلالة على استشهادات من الموروث النثري العربي في حقول العلم والفلسفة واللغة وزعت على هوامش صفحات الكتاب.
وبهذا يكون هذا الكتاب الذي يسد فراغا في أدبيات المكتبة العربية والإسلامية مادة منهجية مرجعية تفيد الدارسين والمهتمين بهذا النوع من الكتابة التي تبغي تقديم صورة غير نمطية عن الإسلام والمسلمين وتقرب الآخر إلى ثقافة وحضارة وهوية الأمة الإسلامية.
بترا