في ليلة الجمعة 12 /12 /2024 انطفئ نور الحياه في دار الأسرة البيضاء الدار التي كانت من المفترض أن تكون ملاذا للعجزة من جور اولادهم وأمانا لمى تبقى من حياتهم
ليلة سوداء رغم ضوء الحريق وألسنة اللهب التي التهمت المكان حاصدة أرواح عجزة انهكتهم السنين وأجسادا ضعيفة كانت نائمة محتضنه ذكرياتها.
ستة أرواح ذهبت الى العادل المنتقم الجبار تاركة خلفها وجع الفقد وألم الفراق وستون مصابا أحترقوا حزنا وقهرا
لسعات الألم كانت تحرقهم من سنين قبل لسعات النيران كأن الحياة لم تنتهي من إختبار صبرهم.
آه كم هو مؤلم وقاس ان تنتهي حياة أنسان عاش يكافح ويناضل ويتألم كل يوم ممن يفترض ان يكونوا سندا له فتنتهي به الحياة بهذه الطريقه .
أصوات إستغاثة من لسعات النار التي تتراقص أمامهم بوحشية ودخان النار الذي خنق الحياة في قلوب كانت تنبض بالحنين الى أيام مضت وأحباب فارقوهم
مازلت أسال نفسي منذ خبر الحريق هل كان العجزة الستة لحظة وفاتهم يجدون في النار خلاصا من وحدة ألمت بهم؟ أم كانت تصرخ وتستنجد بإنسانية ضاعت في زحمة الايام؟
هل كان الليل رحيما حين أحتضن أرواحهم؟ أم أن الظلام شارك في إخفاء معانتهم؟
كيف كانت أخر نظراتهم؟ هل فاضت اعينهم بالدموع؟ أم غلبهم التعب فأستسلموا بصمت؟
هذه الاحداث تذكرنا بضعفنا أمام القدر وتدعونا نراجع أنفسنا كيف نتعامل مع من يحتاجون الينا
رحم الله من رحلوا وشفى الله من أصيبوا وأتمنى ان تكون هذه الحادثة درسا يوقظ الضمير الأنساني حتى لا تتكرر في آماكن كان يفترض أن تكون أحضانا دافئة للقلوب المتعبة
ادركت أن الحياه هشة وأن الامان الذي نسعى اليه قد يتحول الى سراب في غمضة عين.
من هم في دار العجزة أفنوا أعمارهم في بناء كستقبل أجيال قادمة لذلك يستحقون نهاية أكرم من لهب ودخان.
كانوا يينتظرون لحظات يسودها الهدوء والسكينة لكن للأسف وجدوا أنفسهم في مواجهة نار تحرق كل من يقف امامها وجدوا انفسهم في مواجهة مصير مرير لايحمل في طياته الا الحزن والفقد.
هذه النيران لم تكن مجرد حريق مشتعل في أقمشة او كنبايات وأسره بل كان حريق في ضمائر من تركوهم وقلوب تبلدت.
كم من أصوات أستغاثة تتلاشى في زحام الايام دون أن يسمعها أحد؟
الى أرواحهم الطاهرة
سامحونا إن قصرنا وأغفروا لنا هذا الأهمال الذي ترككم تواجهون الموت وحدكم
غفر الله لكم وأسكنكم فسيح جناته وجعل ما أصابكم كفارة و عوضا في جنات النعيم.
لحظة تأمل صامته تدفعنا لمراجعة أنفسنا في أمانة الرعاية والمسؤولية التي قد نغفل عنها.
إنها دعوة لنكون أكثر أنسانية وان نمد يد العون لنكون السند لمن أنهكتهم السنين وأعياهم المرض.
فلعل بين رماد الحريق تولد شعلة النور في الأمل والتغيير.