أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة ستينية بحادث تدهور في وادي السير العمري يوجه سؤالاً نيابياً لوزير التربية حول الاستماع لملاحظات طلاب الثانوية العامة السيسي يقارن سوريا اليوم بسوريا في عهد محمد علي رئيس الأعيان: مشروع أنبوب النفط يمثل مصلحة استراتيجية عراقية أردنية تركيا تتهم إسرائيل بالسعي إلى “توسيع حدودها” عبر خطة مضاعفة عدد سكان الجولان المحتل الملك والرئيس المصري يؤكدان ضرورة الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسيادتها الجنايات الكبرى: الأشغال المؤبدة لطالب جامعي تسبب بوفاة 6 أشخاص في إربد روسيا تسحب دبلوماسيين من سوريا والسفير يواصل عمله كالمعتاد "بيتكوين" تتخطى حاجز 100 ألف دولار بورصة عمان تغلق على ارتفاع ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الى 45028 شهيدا و106962مصابا أورنج الأردن ترعى ورشة عمل "نحو إعلام رقمي مستدام عبر نماذج الأعمال والريادة" بالشراكة مع حاضنة مدرج لريادة الإعلام الرقمي الخرابشة: مؤشرات ايجابية حول استكشاف الغاز والنفط في الاردن المجلس النرويجي للاجئين: مليون فلسطيني يواجهون الشتاء بلا مأوى بغزة مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية .. تراجع نسبة المعتمرين الأردنيين برا بنسبة 60% 52 شهيدا و203 مصابين بمجازر للاحتلال بقطاع غزة الاتحاد العام التونسي للشغل يواجه أزمة داخلية غير مسبوقة رئيس الحكومة الانتقالية: انتخابات بنغلاديش نهاية 2025 أو مطلع 2026 المستشار الألماني يواجه تصويتا على الثقة في البرلمان الشرع يكشف عن قرارات منتظرة ويعد بحل الفصائل السورية ورفع الرواتب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة سقط المنافقون أمام غزة

سقط المنافقون أمام غزة

16-12-2024 09:23 AM

في خضم العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، تكشّفت الأقنعة، وسقط المنافقون الذين طالما زعموا دعم القضية الفلسطينية، بينما أفعالهم وخياناتهم تعكس واقعًا مختلفًا. غزة، بصمودها الأسطوري، لم تكن ساحة مواجهة فقط، بل محكًّا أخلاقيًا وسياسيًا فضح الخونة والمنافقين، من القوى الإقليمية إلى التيارات الأيديولوجية التي تدّعي نصرة الحقوق.

إسرائيل، التي تُمعن في جرائمها، خرقت اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استهداف المدنيين تحت الاحتلال، وقصفت المدارس والمستشفيات ودمرت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. كما انتهكت ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو إلى احترام سيادة الشعوب وحقوقها. ورغم هذا الوضوح القانوني، بقيت بعض الأطراف عاجزة عن اتخاذ موقف صادق أو نزيه تجاه الشعب الفلسطيني.

في المقابل، برزت مواقف مشرّفة كشفت عن وفاء حقيقي للقضية الفلسطينية. الأردن، بدوره الريادي، حشد كل إمكاناته الدبلوماسية لنصرة غزة، كما تحرك على كافة الأصعدة لوقف العدوان، مستندًا إلى الوصاية الهاشمية التي جعلته المدافع الأول عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. أما الكويت، فقد قدّمت نموذجًا آخر للشجاعة السياسية من خلال مواقفها الرافضة للتطبيع ودعمها الإنساني الواضح لغزة، مما أكد تمسكها بمبادئها الأصيلة تجاه فلسطين.

لكن في ظل هذه المواقف المشرّفة، سقطت أطراف أخرى في مستنقع الخيانة. حزب الله، الذي طالما ادّعى قيادة محور المقاومة، التزم الصمت في وقت كان يتوجب عليه التحرك، مما أثار الشكوك حول صدق شعاراته. كذلك، أظهرت ما يُعرف بـ"وحدة الساحات" أنها مجرد وهم إعلامي، إذ فشل التنسيق الحقيقي بين القوى المقاومة في تحقيق الردع الجماعي.

إلى جانب هؤلاء، لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورًا مزدوجًا. ففي الوقت الذي قدمت فيه بعض فروعها دعمًا معنويًا للقضية الفلسطينية، فإن سياساتها المتقلبة وتحالفاتها المتناقضة أضعفت الموقف الفلسطيني بدل أن تقويه. أصبحت الجماعة متهمة أحيانًا باستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة، مما ألقى بظلال من الشك على التزامها الحقيقي.

أما على الصعيد الأيديولوجي، فقد انكشف اليسار العربي والدولي بشكل مخجل. الدول التي تتبنى الفكر اليساري، والتي لطالما رفعت شعارات نصرة الشعوب المضطهدة، أظهرت اضطرابًا واضحًا في مواقفها تجاه غزة. بدلًا من الوقوف بصلابة إلى جانب الشعب الفلسطيني، انشغلت بعض الحركات اليسارية بتبرير مواقف رمادية، أو مساواة غير عادلة بين الجلاد والضحية. لقد أصبح الفكر اليساري في بعض حالاته عبئًا على القضية الفلسطينية، إذ أفرز أتباعًا يعيشون حالة اضطراب فكري ونفسي بين شعارات العدالة والتطبيق العملي المنحاز لمصالحهم الذاتية.

وفي اليمن، أثبت الحوثيون أن شعاراتهم الداعمة لفلسطين ليست سوى قناع زائف. فرغم تكرارهم لخطابات المقاومة، لم يقدموا شيئًا ملموسًا، بل استغلوا القضية الفلسطينية كورقة لتبرير حربهم الداخلية التي دمرت اليمن. أما النظام السوري، فقد رفع شعارات مقاومة الاحتلال بينما انخرط في تحالفات وتحركات أضعفت أي دور حقيقي له في دعم غزة، ليبقى دعمه نظريًا وغير فعّال.

في هذا المشهد، برزت خيانة الوسطاء الذين ساووا بين الجلاد والضحية، وقدموا حلولاً ظاهرها "السلام" وباطنها تكريس الاحتلال. ورغم كل ذلك، أثبتت غزة أنها أقوى من كل المؤامرات والخيانة. وكما قال مظفر النواب:
"يا قدس، يا مدينة الأحزان، يا دمعة الله في عيون الذين خانوا."

ختامًا، غزة اليوم ليست فقط ضحية الاحتلال، بل أيضًا ضحية الخيانة من القريب والبعيد، ومن التيارات التي استغلت اسمها لأجنداتها. ولكن رغم ذلك، ستبقى غزة رمزًا للكرامة وشوكة في حلق المنافقين. وكما قال محمود درويش:
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة."
غزة ليست بحاجة إلى المنافقين، بل إلى الأوفياء الذين يدركون أن القضية الفلسطينية ليست شعارًا، بل التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا دائمًا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع