الحدث السوري، ولنقل التغيير السوري يملأ الدنيا ضجيجا: سياسيا واعلاميا.
و لا أحسب ان ثمة بلدا عربيا لم يتابع ويحتفل بالحدث السوري. التغيير في سورية محفوف بالخوف من المجهول. وثم هوية ملتبسة لسورية القادمة وسورية الجديدة، وخوف من نجوم التغيير. وسمعنا الكثير عن اخبار السجون السورية في العهد السابق. و الاعلام انشغل في متابعة أخبار المتعلقين المفرج عنهم، واحاديث السجون والزنانزين الانفرادية، واجواء الاعتقال، والموت والتعذيب.
وحتى لا ننسى او نتناسى أن ابطال داعش في سورية والعراق فعلوا اكثر هولا في اليزيديين والشيعة والسنة والاكراد. و ماذا فعلت داعش بالطيار الاردني الشهيد معاذ الكساسبة؟ و في سورية اليوم. نتابع اخبارا بصور ونيولوك لمجاهدي ونجوم التغيير السوري.
و هل أن التغير قد طال رؤوسهم والبنى والمرجعيات الايدولوجية والسياسية ؟ في الاعلام. خائفون ومترددون، ولا أحد يسأل ما هي هوية سورية الجديدة وسورية القادمة.
سورية، في جغرافيتها الاستراتجية تربطها علاقات عضوية في الجوار العربي، وجغرافيا المشرق العربي وبلاد الشام. و الحدث السوري حتما له ارتداد وتداع اقليمي وعربي. ويصل الى اقصى شمال المغرب العربي والصومال، واجزاء من الجزيرة العربية.
قبل وبعد زلزال طوفان الاقصى وحربي غزة ولبنان، فان سورية كانت تقف على ارضية رخوة وعدم استقرار، اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وفساد مستشرٍ. واليوم نتابع اخبارا صادمة وفاضحة عن ثروات لقيادات امنية وعسكرية سورية.
الاختبار السوري صعب ومعقد.. والمسألة لا تنحصر في حكومة جديدة، وودستور جديد، ومجلس نواب.. وانما الجيش السوري الذي تم تدميره وتحويله الى ركام، والجامعات ومراكز الابحاث والعلوم تم حرقها وتدميرها.
و لمصلحة من تدمير الجيش السوري والمؤسسة العسكرية؟ وسورية القادمة او الجديدة منزوعة السلاح، ولا تستطيع ان تحمي أمنها الاستراتيجي. ومن الجنوب الاحتلال والتوغل الاسرائيلي في الجغرافيا السورية.
لمروجي الضجيج والرهان الدنيكشوتي، ما يحدث في سورية خطير، وهو يتعلق بمستقبل شرق اوسط جديد.