هناك «نخبة سياسية» تضمر موقفا مضادا لرئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان.
الدكتور حسان، ومنذ تكليفه في تشكيل الحكومة قبل حوالي 3 شهور، وهو يعيد الاعتبار والتعريف السياسي والشعبي الى موقع رئيس الحكومة. و يعيد دولته الامساك بملفات بالاقتصاد والاستثمار. وتثبيت ثلاثية الاصلاح في الدولة الاردنية : سياسيا واداريا واقتصاديا.
و يتحمل الدكتور حسان عبء الحكم في هكذا معادلة، ولا يكون فاسدا او متهما باي انحيازات على اختلاف الوانها، وانما يضع نفسه اليوم بين المطرقة والسندان.
و المطلوب منه تحقيق معجزة اقتصادية في الاستثمار وادارة المالية العامة، وسداد الديون والفوائد، وتمويل المشاريع الرأسمالية، وحماية المال العام، ومحاربة جيوب الفساد، واعادة تركيب وترتيب الاقتصاد الاردني والادارة الحكومية واخراجها الى الطريق السليم.
الدكتور حسان لم يهبط على الدوار الرابع بالبارشوت او « قسمة ونصيب». فقد كان وزيرا ومستشارا ومديرا لمكتب لجلالة الملك، ونائبا لرئيس حكومة. و في متابعة جولات ولقاءات رئيس الحكومة برزت سياسية رصينة وحكيمة وفهم عميق مختلف لمفهوم الحكومة في الميدان والمحافظات.
و تغليب رئيس الحكومة للغة الحوار والاستماع والهدوء والاقتراب من الناس، وبعيدا عن الغضب والتشنج وغيرها.
لست متفاجئا من اداء رئيس الحكومة. وكل من عرفه وخدم في معيته، يقدر كم أن الرجل شجاع ومخلص في الواجب وخدمة الوطن، وانه رجل مهام صعبة سواء في الاقتصاد او السياسة. و الاهم أن الدكتور حسان قادر على ترجمة مشاريع افكار جلالة الملك. وكيف نحمي المشروع الوطني الاردني داخليا، والعمل على ضبط ايقاع مسيرة الاصلاح والتحديث الاردنية.
و قد كانت الاشهر الثلاث الاولى على وزارة الدكتور حسان، وبعدما نالت ثقة النواب، فانها كافية للقناعة المسؤولة والشعبية بان الرجل فرض شعورا عاما بالاستقرار النفسي والاقتصادي، انه قادر على اتخاذ القرار، واعاد الحكومة الى الميدان والشارع، وقلص الفجوة مع الشعب والرأي العام. و من المؤكد ان عند الرئيس حسان الكثير ليعطيه ويقدمه الى وطنه. وبعد اشهر بدأت الحكومة في اتخاذ قرارات هامة وكبرى تحفيزية وتشجيعية في الاقتصاد والاستثمار والتنمية.
و اعرف أن الرئيس يتابع كل صغيرة وكبيرة، وابواب مكتبه، كما هو قلبه مفتوحة للاردنيين.
الاصلاح ليس مفردة تجميلية وترقيعية. وانما هو سبيل ونهج الى خلق اردن قوي ومنيع. ودولة لها سمات عصرية وحداثية في الاقتصاد والسياسة والعمران.
و اظن، انه في حكومة الدكتور حسان سوف يمضي زمن الوزراء المرتجفين والمترددين، والخائفين، وزراء التأزيم والصدف والقسمة والنصيب. فلا قاعدة ولا معيار في تقييم الوزراء غير العمل والانجاز، والتناغم مع سياسة الحكومة العامة. و الرئيس حسان يدرك ماذا يعني بناء الدولة، وماذا يعني صناعة المستقبل؟ وأن ملفات وقرارات كثيرة تنتظر حكومة دولته. وكم اضعنا وقتا ونحن ننظر الى الخلف، ونستهلك اوقاتا ثقيلة في كلام فائض عن الحاجة والضرورة الوطنية.