اعتبارًا من يوم أمس الأربعاء، فتح معبر جابر الحدودي أبوابه أمام الشاحنات الأردنية إلى الأراضي السورية الشقيقة بعد الاطمئنان على أن الطرق آمنة.
150 شاحنة من الأردن دخلت إلى الأراضي السورية يوم أمس، عدد منها أكمل طريقه إلى لبنان الشقيق.
- «معبر جابر» عاد يوم أمس أفضل ممّا كان. فقد تم إصدار أوامر من مدير عام معبر نصيب السوري الحدودي بما يلي:
1 - إلغاء الرسوم السابقة التي كانت تُدفعها الشاحنات من الأردن إلى سوريا، والتي كانت تشمل (12 رسمًا) منها: رسم الطابع + رسم طابع الشهيد + رسم طابع مالي + مجهود حربي.. إلخ.
2 - ملحق بالقرار السابق يقضي بإلغاء رسوم «الضميمة» (بند جمركي استخدمته الحكومة السابقة في التخليص الجمركي للبضاعة المستوردة).
مثل هذه القرارات ستُساهم في زيادة حجم الصادرات الأردنية وتوسيع قاعدة المنتجات المُصدّرة، كما أنها تُمثّل مصلحة مشتركة للطرفين؛ سوريا التي تحتاج اليوم إلى جميع أنواع البضائع دون استثناء بعد سنوات من المعاناة (4 شاحنات أردنية دخلت بالأمس محمّلة بألواح شمسية)، ومصلحة أردنية حيث يُعدّ السوق السوري «رئة اقتصادية» لمختلف القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية والإنشائية الأردنية. وكذلك الحال بالنسبة للجانب السوري الذي يُعدّ الأردن أيضًا رئة اقتصادية هامة.
- فتح معبري (جابر - نصيب) بالأمس يُتوقع أن يواجه ازدحامات كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة بعد طول انتظار وترقّب وتعطّش من القطاعات الاقتصادية في الجانبين لعودة التبادل التجاري إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية السورية. لذلك فالحاجة تقتضي إجراءات وقرارات، منها:
1 - سرعة استثمار الفرصة من قبل القطاعات الاقتصادية الأردنية المتعددة، لحجز مكان لها و»حصة» في الأسواق السورية بحجم الطموحات، وحجم العلاقات التاريخية والقرب الجغرافي بين البلدين.
2 - توفير كل الإمكانات المطلوبة لمعبر جابر الحدودي ليكون الأردن نقطة انطلاق وجسر عبور إقليمي للمساعدات الإنسانية إلى سوريا الشقيقة.
3 - «معبر جابر».. كما هو بوابة دخول للشاحنات الأردنية، فهو كذلك بوابة دخول شاحنات الترانزيت القادمة من دول الخليج العربي وغيرها عبر الأردن إلى الأراضي السورية. هذه الشاحنات التي ارتفع عددها في العام 2021 إلى (141 ألف) شاحنة مقابل (82 ألف) شاحنة في العام 2020، كما ارتفع عدد الشاحنات الأجنبية إلى (123 ألف) شاحنة عام 2021 مقابل (75 ألف) شاحنة عام 2020، وارتفع كذلك بالنسبة لتبادل الحمولات back to back إلى (50 ألف) شاحنة عام 2021 مقابل (15 ألف) شاحنة عام 2020.
4 - ضرورة رفع درجة الاستعداد لموانئ العقبة لاستقبال مزيد من البضائع القادمة من الصين ودول شرق آسيا وغيرها، والمتجهة إلى سوريا عبر ميناء العقبة إلى معبر «جابر - نصيب»، حيث يُتوقع أن تنشط حركة الاستيراد خلال الفترة المقبلة كلما استقرت الأوضاع في سوريا. ويساعد على ذلك أيضًا إلغاء الجهات السورية الحالية العديد من الضوابط والمحدّدات التي كانت تفرضها على المستوردات.
- إذا كان فتح معبر (جابر - نصيب) سيُعيد النشاط التجاري الكبير بين الأردن وسوريا من ناحية، وبين الأردن ولبنان من ناحية أخرى، حيث كان حجم التبادل التجاري قبل عام 2011 يُقدّر بنحو 450 مليون دينار بين الأردن وسوريا / ونحو 400 - 450 مليون دينار بين الأردن ولبنان، فإن الأنظار اليوم تتجه نحو معبر «باب الهوى» في شمال غرب الحدود السورية مع الجانب التركي، والذي يُشكّل أولوية - ليس لسوريا فقط - بل وكذلك الحال بالنسبة للأردن وباقي دول الخليج العربي.
- «معبر باب الهوى» كان طوال الحرب الأهلية في سوريا موضع خصام واقتتال بين الجماعات المتنازعة، نظرًا لموقعه الاستراتيجي الهامّ كنقطة حدودية إلى تركيا ومنها إلى أوروبا كلها. وكان لفترات معبرًا للمساعدات الإنسانية، التي لطالما تعطلت ومنعت من الدخول بسبب قرارات أممية وغيرها.
«معبر باب الهوى» بالنسبة للاقتصاد الأردني مهم للغاية، فهو بوابة عبور الشاحنات إلى تركيا وأوروبا الشرقية على وجه التحديد.
(500 مليون دولار)، أي نحو نصف مليار دولار، حجم الصادرات الأردنية (خضار وفواكه) التي كان الأردن يُصدّرها لدول أوروبا الشرقية قبل عام 2011، وتوقفت طوال السنوات الماضية. لننتظر اليوم على أمل عودة الهدوء والاستقرار لكل المحافظات والمناطق السورية، وأن يُعاد فتح معبر «باب الهوى» بما يسمح بمرور آمن للشاحنات الأردنية إلى الأسواق التركية ودول أوروبا الشرقية.
*باختصار: اعتبارًا من يوم أمس، بات الطريق مفتوحًا نحو عودة انسيابية البضائع الأردنية إلى سوريا ولبنان، ونترقب قريبًا انسيابها إلى تركيا وأوروبا في حال جرى فتح آمن لمعبر «باب الهوى».. وكل هذه المستجدّات تُمثّل «فرصة» مهمة أمام الاقتصاد الأردني يجب سرعة استثمارها.