زاد الاردن الاخباري -
كان في سوريا 13 يهوديا قبل 5 سنوات، إلا أن بعضهم توفي، وآخرون غادروها، ولم يبق فيها سوى 3 رجال وامرأة، جميعهم كبار بالسن ويقيمون بدمشق، حيث "لهم منازلهم، ولا ينوون المغادرة، لأنهم اعتادوا على الحياة فيها" بحسب ما ورد في تقرير صدر عن منظمة تأسست في 2002 بنيويورك، كما نقل موقع Ynet التابع باللغة الإنجليزية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الشيء نفسه عن الرئيس المشارك بتأسيس المنظمة، الحاخام الدكتور إيلي عبادي.
وتهدف منظمة Justice for Jews from Arab Countries أو "العدل ليهود من الدول العربية" المعروفة بأحرف JJAC اختصارا، إلى "توثيق تاريخ أكثر من مليون يهودي نزحوا من الدول العربية وإيران، وإلى زيادة الوعي بتراثهم وحقوقهم" وفقا لما تذكر بموقعها.
وذكر عبادي، وهو طبيب وباحث ولد وعاش في بيروت قبل هجرته إلى واشنطن، أن الأربعة الباقين لا يخشون على سلامتهم برغم عدم الاستقرار المستمر في سوريا "كما لم يشعروا بالقلق أثناء الثورة على النظام أو بعد سقوطه، وأنه لن يلحق بهم أي ضرر.. يمكنهم المغادرة، لكنهم كبار بالسن ومترددون في البدء من جديد ببلد جديد. لديهم أقارب في إسرائيل ونيويورك وأماكن أخرى في الولايات المتحدة".
ولاحظ عبادي أن اليهود المتبقين ما زالوا يذهبون إلى الكنيس، برغم افتقارهم إلى النصاب القانوني اللازم لصلاة الجماعة، وقال: "تركهم الأسد على راحتهم، لكن المخابرات كانت تراقبهم، ومن غير الواضح إذا كان ذلك لحمايتهم أم للمراقبة". كما أعرب عبادي عن قلقه بشأن أقليات أخرى في سوريا، وحذر من أنها قد تواجه مستقبلا قاتما إذا سقط نظام الأسد. وقال: "اليهود لم يعودوا في سوريا، لكني قلق بشأن المسيحيين (..) لم تحصل الأقليات على الحماية بظل الأنظمة السابقة، وهناك خطر جدي من أن تعاني مرة أخرى تحت قيادة جديدة".
وكانت منظمة JJAC أصدرت تقريرا آخر، يوضح بالتفصيل الاضطهاد والطرد الذي لحق بحوالي 30 ألف يهودي من سوريا خلال القرن العشرين، فيما قال Silvan Abitbol الذي شارك بتأسيس JJAC أيضا، إن "سوريا كانت موطنا لمجتمع يهودي قديم، مع أدلة أثرية على وجودهم المستمر في مدن مثل دمشق وحلب، حيث كان عددهم يفوق أحيانا عدد سكان إسرائيل" أي فلسطين المحتلة ذلك الوقت.
وسلط تقرير المنظمة ضوءا على الانحدار الشديد في وضع اليهود بسوريا، بدءا من ثلاثينيات القرن العشرين مع صعود تيار القومية العربية، حيث شهدت هذه الفترة مجموعات شبابية مستوحاة من النازية، وهجمات عنيفة، وتحريضا متزايدا في معاداة السامية، إلى درجة أن الاضطهاد كان اشتد بعد الحرب العالمية الثانية، فشمل مصادرة الممتلكات وقيود السفر والاستبعاد الاقتصادي ومضايقات الدولة، والعنف، فانخفض بين 1943 و1958 عدد يهود سوريا من 29770 إلى أقل من 5400. تقريبا، ولم يتبق منهم بحلول 1991 سوى أقل من 100 يهودي، ثم أصبح عددهم اليوم 4 فقط.
أما الدكتور Stanley Urman نائب رئيس المنظمة، فقال: "تجاهل العالم طوال 75 سنة مضت النزوح الجماعي لأكثر من 850 ألف يهودي من الدول العربية.. هذه دعوة للعدالة، لا تهدف إلى التقليل من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، بل إلى الاعتراف بأن حرب الشرق الأوسط خلقت مجموعتين من اللاجئين، كل منهما يستحق الاعتراف والعدالة".