زاد الاردن الاخباري -
نشرت "واشنطن بوست" تقريرا عن "لغة مشفرة" ابتكرها السوريون للتواصل في ظل القمع الذي مارسته المخابرات السورية، تعتمد على رموز وإشارات يفهمها أفراد المجتمع المعارض.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على مدى عقود تناقل السوريون تحذيرا من جيل إلى آخر مفاده "للجدران آذان"، مشيرة إلى أنه في المقاهي وسيارات الأجرة والأسواق، وحتى غرف معيشتهم الخاصة، لم يتمكن معظمهم من التحدث بحرية خوفا من أن يتم التنصت عليهم من قبل مخابرات بشار الأسد الذين كان بعضهم ينتحل صفة عمال النظافة في الشوارع، وبائعي البالونات، وحتى من زملائهم في العمل.. أي شخص يمكن أن يكون مخبرا.
وذكرت أنه في هذا الجو المليء بالمراقبة ابتكر السوريون طرقا للتأقلم وطوروا رموزا سمحت لهم بمناقشة كل شيء بدءا من أمور التجارة اليومية وصولا إلى مخاوفهم على عائلاتهم، بل وحتى انتقادات مبطنة للنظام، مبينة أن هذه الرموز كانت تستخدم فقط بين أفراد العائلة والأصدقاء الموثوقين.
وأوردت الصحيفة أمثلة على "اللغة المشفرة" التي كان يتم استخدامها، موضحة أنه إذا شك السوريون في شخص قريب منهم، كانوا يقولون: "هذا الشخص لديه خط جميل"، وهو ما يعني: "هذا الشخص مخبر".
أما بالنسبة إلى كلمة "دولار" التي كان يمنع استخدامها في الأماكن العامة كان الناس يشيرون إليه بـ"الأخضر"، وعندما أدركت السلطات ذلك بدأوا استخدام مصطلحات خضراء أخرى مثل "البقدونس" أو "النعناع".
وأفادت الصحيفة بأن الخوف من الاعتقال كان هاجسا يلاحق معظم السوريين منذ أن كان حافظ الأسد في السلطة ومنذ ذلك الحين، أصبحوا يشيرون إلى السجن بعبارة "زيارة بيت خالتك".
وأوضحت أن اللغة المشفرة لم يقتصر استخدامها على المدنيين فقط، بل استخدم نظام الأسد قاموسه "الخاص والمظلم أيضا"، لافتة إلى أنه لدعوة شخص للاستجواب كانت المخابرات السورية تدعوه لـ"فنجان شاي"، "أو فنجان قهوة إذا كانت الأمور أكثر خطورة".
كما أنه كانت هناك تهديدات أكثر تحديا، مثل "هل تعرف مع من تتحدث؟" وهذه العبارة كان يستخدمها البعض للإشارة إلى أنهم قريبون من النظام.