على مدى سنوات ظل المشروع يرواح مكانه ويواجه العراقيل التي تحطمت عليها آمال وطموحات كبيرة للنهوض بفضائية اردنية مميزة
لقد رافق حالة الولادة المتعسرة للمشروع الاعلامي ... منعطفات كثيرة لفها الغموض والتكهنات .
ولعلني احاول وصف المشهد الاخير من قصة هذا المشروع وقد عاصرت فترة انتقال ملكيته الى شركة المركز العربي للانتاج الاعلامي بدهشة الحالمين والمستبشرين بالمولود الجديد .
فقد كانت التجهيزات محفوفة بتحديث وتطوير قل نظيره في المنطقة هندسياً وتقنياً وكانت الرؤية واضحة ومحددة لخطاب اعلامي مدروس يصب في خدمة اهداف الدولة الاردنية بما يشكل ذراعاً اعلامياً قوياً للوطن ويقدم خيار جديداً للمشاهد الاردني بروح جاذبة متفهمة لاحتياجاته وبتنوع خلاق وافكار مبتكرة من خلال قناتين عامة واخبارية .... فكانت الحصيلة مبنى متطور بمواصفات عالمية ومئات الصفحات من الوثائق المنظمة لاليات العمل والمدونات المحددة للرسالة والخطاب والرؤية وخطط برامجية اعدت بعناية فائقة .
وفي اللحظات التي يستعد فيها مالك المشروع وموظفي القناة من اعلامين وفنيين واداريين لقطف ثمار تعب الايام وسهر الليالي الطويلة بكل ما فيها من ضنك ومشقة , ونحن جميعاً نلتقط الانفاس لنشهد لحظة الفرح الحقيقي بانطلاقة القنوات التي حلمنا بها ... والتي نرى فيها نقلة نوعية في الاعلام الاردني شكلاً وموضوعاً يتعثر المشروع وينتكس الجميع .... وسط محاولات اخيرة لانقاذ الجنين ....
ان من يتجول في المبنى المقام على شارع مكة ليشعر انه امام انجاز من طراز رفيع يليق بالوطن وبأعلامييه ... ويرتقي لتوجهات الدولة .... وتوجيهات القيادة .... ولقدسية الكلمة والرسالة الاردنية التي ارادها الهاشميون دائما ً كلمة حق ورسالة خير للعالم اجمع ....
لقد جاء هذا التعثر على حلم وطني كبير ... وعلى أرزاق اسر اردنية وعلى قلوب تعبت واتعبها الانتظار لسنوات.
تصل احيانا لدرجة لا تعرف فيها اين المشكلة او ما هي المشكلة ... ومن المسؤول عن حلها .. فتدخل في دوامة ATV ولا تخرج منها .... ولكن اليقين الذي لا شك فيه ... ان قيادتنا الحكيمة لن تسمح بوأد المشروع وضياع الحلم وتجاهل حقوق القائمين عليه , وان حكومتنا الرشيدة لن تخذلنا .. فالمشروع فعلاً بحجم الوطن وآمال مواطنيه ... ويستحق والقائمين عليه كل الاهتمام والرعاية والدعم والاسناد .... لانهم جسدو انتمائهم واخلاصهم وولائهم للوطن وقيادته بالعمل لا بالقول ... وها هو انجازهم في شارع مكة شاهد على ذلك ...
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
نظام المجالي
مدير القناة العامة ATV