بالصدفة ولدى تجواله في رحلة صيد وهشّ ونشْ اعتيادية في واحدة من مناطق الأحراش عثر رئيس الوزراء على مواطنٍ هائمٍ على وجهه. يرتدي أوراق الشجر وقليلاً من الريش، ويرطن بلغة غير مفهومة أثناء رقصه حول نار أشعلها وهو يحمل أرنباً بريّاً يبدو انه اصطاده للتو، تعجب رئيس الوزراء مما رأى، ولمّا لم يفهم ما يقوله الرجل، استدعى وزيراً \"مفوّهاً\" في حكومته كان برفقته في الرحلة، وطلب إليه أن يحاول التفاهم مع الرجل وترجمة ما يقوله له. فدار هذا الحوار
المواطن:حرافوش مي ميم ناهيش كاشوو. دو دو دو دو
الوزير: دولتك، المواطن بحكي، حتى لهون وراي، ارحموني
رئيس الحكومة للوزير: أسأله مين هو؟ وشو بعمل هون؟
الوزير للمواطن: كوكو نياهو ساهير مالين لاتو؟ بالك شو في ما في؟
المواطن للوزير: نياهو توماتا فلاه داهيس ناهو شوكو، دو دو دو
الوزير لرئيس الحكومة: هذا المواطن اسمه فلاح، ويقول أنه قد هج احتجاجاً على سوء الاوضاع
رئيس الوزراء للوزير: شو يعني؟. طمّن المواطن واسأله شو مشكلته؟
الوزير للمواطن: تاهي تاهي. ناشوفو جالاك بيكار . تاهي تاهي
المواطن للوزير: نو تاهي تاهي، خربوش جاهيل بيكار تشاتشا
الوزير لرئيس الحكومة: دولتك، فلاح بحكي انه شبع تطمينات قبل هيك، والمشاكل هي هي
الرئيس للوزير: شو هالعلقة، شو مشكلة هذا البني آدم؟
الوزير للمواطن: تاهي تاهي، ناهيش كاتشو تشاتشا؟
المواطن للوزير: بج بج تشاتشا، طازووشات راشيدات ما فوش، بخاتالى، فخروش، فخاشاد، خوشاخوشيه، خلاء شعاروش، رواشيب تيهي تيهي، دو دو دو دو تالا نازا
الرئيس للوزير: وبعدين!!.. شو بحكي هذا المسخّم؟
الوزير للرئيس: المواطن بحكي المشاكل كثيرة، ما في حكومات رشيدة، وفي بطالة، وفقر و فساد و خصخصة، وغلاء أسعار، وتدني رواتب، وأكل هوا ع الطالع والنازل.
الرئيس للوزير: احكي للمواطن أنه بدنا نحل كل مشاكله
الوزير للمواطن: نو تشاتشا، راهيس كله كله تشاتشا ما في، ما في
المواطن للوزير: صالووج باهيم نو تشاتشا
الرئيس للوزير: لا حول ولا قوة إلا بالله، شو بحكي هذا البني آدم؟
الوزير للرئيس: طوّل بالك يا باشا، المواطن يائس وبحكي مشاكله ما رح تنحل بالحكي والوعود
الرئيس للوزير: احكيله يا بني آدم، أنا رئيس الحكومة وبحكيلك اعتبر حالك مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأحياء المهددة بالإنقراض، برتبة وراتب وزير، يا الله روح
الوزير للمواطن: دا فلاه ، شافوش ناهوش داهوش نو تشاتشا، راهيس طازووش، سيم سيم واشير، سيم سيم مصاريش
المواطن للوزير: طازوش ناهوش ما لكوش، دو دو دو دو
الوزير: عض على اصبعه.. وما حكى، والرئيس يبدو أنه فهم الأمر فلم يطلب ترجمةً أو تفسيراً.
المواطن: قفا كاك، تاهيش طازووش راشودات ، تاهيش طازووش راشودات ، تاهيش طازووش راشودات.. دو دو دو ثم ركض المواطن واختفى في الأحراش
الرئيس للوزير: ولك شو حكى هذا البني آدم؟ بدي أفهم!
الوزير للرئيس: حكى كفيتو ووفيتو، تعيش الحكومة الرشيدة، تعيش الحكومة الرشيدة... تعيش الحكومة الرشيدة. دو دو دو دو
عندها ضحك الرئيس وانفرجت أساريره وقال حتى أنت يا وزير، ثم نادى على الطبّاخ وسأله شو صار بالمشاوي يا ولد؟ دو دو دو دو
الطبّاخ: جاهزة دولتك.. دو دو دو دو
* هذه القصة من الخيال غير العلمي للكاتب