صدام حسين ومن ثم اعدامه لم يكن نهاية الطريق المستمر في وعورته بالعراق.
كان هذا التساؤل في صحيفة الاندبندنت : ألم يعدم صدام فلم لم تنتصر امريكا في العراق ؟ فكان هذا التساؤل شبيها لتساؤل آخر فيما مضى .
سؤال من طفل حيرني وقفت لساعات وأنا مذهولة لا أجِد جواب لهذا السؤال هل انتهت الحرب؟ لم أع ِ ما قصده فعدت لسؤاله فأجاب ألم يمُت صدام؟ حينها لم أدر ِ ماأقول لأني لا أجدُ ما يقال وهل كانت هناك بالأساس حرب ربما في الظاهر لكن الواقع الحرب داخل نفوسنا في أعماقنالم يعد الأخ يكتفي بأكل لحم أخيه ميتاً فبئساً للانتظار بل حياً مع التشنيع فيه فالبقاء للأقوى في هذا الزمن وليس للأصلح أهذه من طباع البشر أم صفات الوحوش التي لا عقل لها فقط الغريزة والأطماع من يُسيِّرُها..إذن.. لا أسف على بشرية تكاد تنقرض كما انقرضت معظم الوحوش الضارية.. كانت أمهاتنا وجداتنا حتى أساتذتنا فيما مضى يتفاخرون بسرد حكايات الأجداد الأبطال أمثال صلاح الدين وغيرهم عندما واجهوا أقوى القوى مجتمعة وعلى رأسهم (ريتشارد قلب الأسد) وحلفائه.
كنا وقتها نتعلم أعظم المآثر من هذا التاريخ المشرِّف.
كنا نصفق ونشعر بالحماس الكبير على تراث عريق نتفاخر ونفاخر به في هذه الأيام ماذا نقول لأبنائنا وعن قصص مَنْ مِنَ الأبطال نتحدث؟؟ إذا أردنا الحديث عن صلاح الدين وأمثاله نجد من يقول إنه ماض ٍ قديم يتحدث عن أموات كانت تدعمهم الملائكة من السماء بأمر إلهي فهو أشبه بالمعجزات وعصر المعجزة ولَّى وراح.. وإذا أردنا الحديث عن فلسطين والعراق وغيرها من بلاد المسلمين المستهدفة وما يحدث فيها ولا زال فنحن في وقت \"أكلت يوم أكل الثور الأبيض\".... اذا أردنا الحديث عن قصص الأبطال والشهداء .. نجد من يقول تعودنا على هذه الأخبار والمشاهد فقد أصبحت شيء روتيني في حياتنا.. فالذل والمهانة قد تجرَّعناها على جرعات بحيث أصبح لا يؤثر فينا ما نسمع أو نشاهد.
وإذا ما أردنا الحديث عن صدام والعراق نجد أطفالنا يقولون ولكنه مات بأيْدٍ عربية لم يمت موتة القائد التي من المفترض أن نُفاخر بها سنظل منكسي الرأس كوننا نحمل هوية\"العربيّ\" والتي لا تمت للعروبة بأصل هذا هو الواقع ليس بوجود حرب ظاهرة بل الحرب الكامنة في نفوسنا والتي لن تنتهي إلا بانتهاء البشرية كلها وبهذا لم يعد هناك ما نسرده على أجيال قادمة لأننا أصبحنا بلا تاريخ ولا حاضر وبالتأكيد لن يكون هناك مستقبل هذا ما يجول في نفوسنا من تساؤلات ولكن بالرغم مما حدث ومحاولة نشر السلام وإحقاق الحق الذي تدعي وتزعم المكلف الأول به أمريكا وأعوانها فلم لم يتحقق ذاك النصر والسلام ؟ لِم لم تنتصر إلى الآن؟ والجواب يكون بأنها ليست أهلا لإرساء الحق ومن الذي أعطاها الأهلية لتكون حمامة السلام بين الشعوب, فلله الحمد بوجود الجهات الباسلة المقاومة فالعراق سيظل العراق ذو العراقة الشامخة مهما تكالبت عليه الأمم.
وما حدث من محاصرة مسبقة للعراق إلى أن تمت مهاجمتها من قبل أمريكا وبريطانيا وحلفاؤهما حتى تم سجن رئيسها ومحاكمته وإعدامه من غير وجه حق بالرغم من كل هذا والى وقتنا الحالي والمنازعات والمفارقات التي تحدث على أراضيها وحدودها والموت الذي يفتك بأهلها الأبرياء والظلم الذي يحاصر أبناءها من حقوق مسلوبة وهم الأحق بخيراتها المنهوبة من كل حدب وصوب وفوق كل هذا لن تجد أمريكا أو غيرها من عملاء النصر الذي ترجو وذلك لسبب بسيط ربما غاب عن أذهان الكثيرين هو أن من يحاربون الزيف والباطل والذين محاطون من جميع الجهات بجبهات نفاق سواء من الداخل أم من الخارج أو المعلن وما خفي كان أعظم ما هم إلا سواعد عربية عريقة مؤمنة باعت أنفسها لله الواحد القهار ووضعت أرواحها على كفيها فهي تحيا بوعد الحق بالنصر ولو بعد حين – شأنها شأن فلسطين وما حدث ولازال يحدث على أراضيها المعلن أيضا والمخفي فهؤلاء المجاهدين الأبطال هم جنود ومعهم جنود مؤزرين من الله صاحب الوعد الحق \"ولا يعلم جنود ربك إلا هو\" وما النصر إلا من عند الله.