زاد الاردن الاخباري -
خلال القرن التاسع عشر، شهد مجال الاتصالات تطورا ملحوظا بفضل ظهور نظام الإبراق الذي اعتمد على أداة التلغراف لإرسال الرسائل.
كما ظهرت خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر شفرة مورس (Morse code) التي استخدمت خلال الإبراق.
وبتلك الفترة، حصلت حروف الأبجدية والأرقام، في شفرة مورس، على مزيج من الإشارات المتقطعة كرمز لها استخدم عند إرسال الرسائل.
لكن مع تطور استخدام هذا النظام، اتجه المسؤولون بمؤسسات الإتصال للبحث عن شفرة خاصة تعتمدها السفن لإرسال طلبات الإغاثة والنجدة.
منذ فترة طويلة، اعتادت تقنيات التلغراف الأرضية والبحرية على استخدام الرمز سي كيو (CQ) للنداء بكل محطات التلغراف.
وبسبب اعتماد هذا الرمز من قبل جميع المختصين، لم تتردد محطات التلغراف البحري في الإعتماد على نفس هذا الرمز اذي سرعان ما تحول لرمز نداء عام للسفن والمحطات البرية.
لكن أملا في خلق رمز نداء خاص فقط بحالات الطوارئ بالسفن، اتجهت مؤسسة ماركوني (Marconi company)، المختصة بمجال التلغراف والاتصالات اللا سلكية، لإعتماد رمز سي كيو دي (CQD) لطلب النجدة على السفن
كما اتجهت ماركوني إلى إضافة الحرف دي (D) لرمز النداء العام بإعتباره الحرب الأول من كلمة Distress والتي تعني بالعربية الضائقة أو المحنة.
وعلى الرغم من اعتماده من قبل ماركوني، لم يتم تعميم استخدام رمز سي كيو دي على جميع مؤسسات التلغراف.
فبتلك الفترة، تخوف الجميع من إمكانية عدم سماع حرف دي في حال وجود إشارة ضعيفة أو عملية تشويش.
وبسبب ذلك، قد لا يتمكن العاملون بمجال التلغراف من استيعاب نداء الإستغاثة.
وأمام هذا الوضع، انعقد المؤتمر العالمي لإرسالات الراديو ببرلين عام 1906. فقرر الجميع اعتماد رمز ألماني استخدم بجهاز مورس وتمثل في ثلاثة نقاط وثلاثة شرطات وثلاثة نقاط أخرى، ليتحول هاذ الرمز الذي ترجم حسب شفرة مورس، خلال فترة وجيزة، للرمز S O S الذي يعتمد حاليا من أجل إرسال نداء الإستغاثة.
وما بين عامي 1899 و1908، سجلت 9 عمليات إنقاذ ناجحة اعتمادا على شفرات الإستغاثة.
مأساة تايتانيك
أما في العام 1912، فاستعمل، عامل الراديو على متن سفينة التايتانيك الشهيرة، جاك فيليبس (Jack Phillips) الرمز سي كيو دي لطلب النجدة حيث كان هذا الرمز لا يزال حينها معتمدا لدى البحرية البريطانية.
ثم لاحقا، استخدم زميله هارولد برايد (Harold Bride)، بشكل ساخر، الرمز أس أو أس (S O S)، مؤكدا حينها أنها قد تكون فرصته الأخيرة لإستخدام الرمز الجديد، قبل الموت المحتم الذي أغرق تلك السفينة الضخمة!