زاد الاردن الاخباري -
حالنا حال أي مواطن يريد أن يذهب لمراجعة دائرة حكومية في العاصمة عمان.يخرج في الصباح الباكر، يصعد الباص الموصل لمجمع عمان الجديد، ولكن علي أن أكون سريعاً حتى أستطيع إنجاز كافة معاملاتي قبل نهاية الدوام.
ولكن تحدث أمور ليست بالحسبان، فهناك بمجمع عمان الجديد في اربد ثلاثة شركات للنقل.شركة حجازي، ومقدار ما تتقاضاه دينار وثمانون قرشاً على الراكب على ما أذكر.
وهناك شركة الحافلات وتتقاضى دينار وأربعين قرشاً، وهناك شركة عروس الشمال باصات كوستر تتقاضى دينار واحد فقط من المواطن.
ولكن هناك ملاحظات تميز كل شركة من هذه الشركات:
شركة حجازي: لا يرتادها إلا ميسوري الحال، بينما الطبقة الفقيرة المسحوقة أمثالنا لا تستطيع أن ترتاد هذه الباصات، صحيح أن هناك مؤهلات لهذه الباصات، ولها امتيازات، ولكن لسنا روادها.
وهناك باصات الحافلات: هذه الباصات معظمها أكل عليها الدهر وشرب، فمستحيل أن نركب أي باص منها إلا ويتعطل في منتصف الطريق بين اربد وعمان، أو بدل من خروج الهواء النقي من الكندشنات يخرج دخان، وأحياناً يكون الكندشن معطل، وأحياناً تكون الكراسي مهترئة أو مكسورة، عدا عن ذلك صوت الكندشن وماتور الحافلة كأنه صوت جاروشة، طول الطريق تشعر وكأنك في مصنع حديد. هذا واقع نلمسه نحن كمواطنين:
ثم نأتي لباصات الكوستر، باصات عروس الشمال: هذه الباصات عبارة عن باصات جميعها جديدة، ونظيفة، وأجمل ما فيها أن تردد الباصات منتظم، وكل عشرة دقائق يأتي باص، حتى لو تعطل باص في الطريق بعد أقل من ربع ساعة أو عشرة دقائق يكون هناك باص يحمل الركاب، وهذا نادراً ما يحدث.
والأهم من كل ذلك أن الأجرة دينار واحد فقط، بمعنى أن كل الفقراء الذين يستدينون أجرة الطريق للذهاب لعمان للمراجعات، فوراً وبدون تردد يذهبون لباصات الكوستر.
من سيقرأ هذا الموضوع سيقول لماذا كل هذه التفصيلات؟
الآن سأجاوب:
كل فترة نتفاجئ بأن شركة باصات الحافلات قامت بعمل إضراب. بالنسبة لنا مش مشكلة، ولا نريدها لأنني كما أسلفت سابقاً أكثرها أكل عليها الدهر وشرب، ولكن أين تكون المصيبة والبلاء، تكون عندما تكون شركة باصات عروس الشمال مضربة، لأنها بالنسبة للفقراء في محافظة اربد المنقذة والساترة على الحال.
اليوم كان من المفروض أن يكون لي مراجعة في عمان، تفاجئت بأن باصات عروس الشمال مضربة، وقد كان هناك حافلة واحدة بجانب باصات الكوستر، حاولت الصعود لها، فلم أجد مكان، وأنا لا أعلم أن هناك إضراب واستغربت وجود حافلات عند مصف شركة عروس الشمال.
سألت أين اصعد الآن فقال أحد الموظفين الموجودين عند الحافلة هذه آخر حافلة لعمان. ونزلت وسألت لماذا لا يصعد الناس في باصات الكوستر، فأجابوني بأنها مضربة.
كما كان يحدث سابقاً. سألت لماذا كل هذا يحدث، فكان الجواب أن مؤسسة النقل العام قررت دمج باصات عروس الشمال مع باصات الحافلات، بمعنى مرة يركب الناس كوستر ومرة يركب الناس حافلة وبالإجبار.
بمعنى إذا أردت أن اركب كوستر ممنوع الكوستر يتحرك حتى تنتهي الحافلة من تعبئة الركاب. والمشكلة الآن: الناس لا ترغب بركون الحافلات للأسباب الموجودة أعلاه.
بمعنى متى سيأتي دور باص الكوستر. هذا يعني استهلاك وقت طويل للمواطن، حتى يصل لعمان، في هذه الحالة ما ذنب المواطن في ذلك. وما يؤدي من شعور المواطن أنه يكره على ركوب حافلة هو لا يرغب بها.
ثم هناك أمر آخر لماذا لا تقوم مؤسسة النقل العام بعمل دمج لشركة حجازي، بما أن الشركات الثلاثة على خط اربد عمان، وجميعها تمتلك نفس الصفات.
أيضاً علمت من أصحاب الباصات بأن محكمة العدل العليا أصدرت قرار بمنع الدمج، وهذا قبل أربعة سنوات. فكيف بعد أربعة سنوات يعود الدمج. ثمة ملاحظة أخرى ما فهمته اليوم من السائقين أنه في شهر عشرة الحالي أكثر من عشرة مرات، يخرج قرار في الصباح دمج الباصات، وفي المساء فصل الباصات.
ألا ترون معي أن هناك خلل يحتاج للإصلاح، ألا تلاحظون معي أن هناك متنفذين يخرجون كل يوم بقرار وكأن الأمر مزاجي. هذا ليس أكيداً ولكن نحن كمواطنين نشعر به.
نحن لا نعلم الحقيقة، ولكن أنا كمواطنة من حقي أن أصل إلى عمان في الوقت المحدد لي، فما ذنبي أنا كمواطنة أن أتعطل عن عملي وأعود إلى بيتي بسبب قرارات مزاجية غير مدروسة، اليوم عدت إلى منزلي لم أذهب إلى عمان بسبب قرارات في النهاية لا تصب في مصلحة المواطن.
في النهاية كلمتي لمعالي وزير النقل، ألا يرى معي معالي الوزير أن الفقير هو الطعم في هذه القضية.
نرجو أن نكون جاديين في الإصلاح، نريد إصلاح حقيقي، وليس كلاماً على المنصات، وكلاماً في الإعلام.
خلود الغرير