أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة متى يضم الأقصى إلى لائحة التراث اليهودي؟

متى يضم الأقصى إلى لائحة التراث اليهودي؟

24-02-2010 11:56 PM

أحسب أن ما أقدمت عليه حكومة نتنياهو في الأيام الأخيرة ، من إعلان عن ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم على قائمة المواقع التراثية ، ليس في واقع الحال ، سوى بروفة لما يمكن أن يواجهه المسجد الأقصى في القدس الشريف حين تحين لحظة الحقيقة والاستحقاق ، وتتوفر الظروف لوضع "حجر الأساس" لإعادة إعمار الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك.

قد يسخر البعض من هذا السيناريو أو يقلل من شأنه وفرصه واحتمالاته ، وقد يعتبر البعض لغتنا مستعارة من لغة الخطاب الإسلامي (الإسلاموي) ، ولكننا في الحقيقة لم نعد نستطيع قراءة الوضع الإسرائيلي بمعزل عن النفوذ المتزايد للقوى اليمينة ، ومن بينها قوى اليمين الديني و"لوبي الاستيطان" ، وهما "القوتان" اللتان رحبتا أكثر من غيرها بخطوة حكومة نتنياهو الاستفزازية الأخيرة ، وهما القوتان اللتان طبعتا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بطابع توارتي يستدعي ردود فعل فلسطينية وعربية من طبيعة مماثلة.

لقد بدأت إسرائيل حربها على "رموز الفلسطينيين ومقدساتهم العربية والإسلامية" مبكرا ، فكان الحريق المدبر للمسجد الأقصى في العام 1969 ، وكانت الجريمة الأبشع في الحرم الإبراهيمي الشريف على يد السفّاح باروخ جولد شتاين ، وجاء تقسيم الحرم عقابا للفلسطينيين على جريمة اقترفت بحقهم وسالت بفعلها دماء أبنائهم ، وبعد ذلك وقبله ، توالت الاعتداءات على المسجد الأقصى من فوقه ومن تحته ، وكان اقتحام شارون له شرارة الانطلاق لانتفاضة الأقصى الثانية ، وقبلها كان قرار نتنياهو فتح نفق الأقصى إيذانا باندلاع "انتفاضة النفق" التي أودت بحياة عشرات الفلسطينيين من مدنيين ورجال شرطة (وقتها لم يكن دايتون قد جاءنا بمشروع إعادة بناء الأجهزة وخلق الإنسان الفلسطيني الجديد).

في الآونة الأخيرة ، تكثفت محاولات المستوطنين والمتدينين اقتحام المسجد والدخول إليه وتدنيسه ، وقد نجح الفلسطينيون في صد العديد من هذه المحاولات ، وليس مستبعدا أن نستفيق ذات صباح على أنباء مجزرة تطيح بالبشر من كلا الجانبين ، أو انهيار يطيح بالحجر المتآكل بفعل الحفريات وقلة الصيانة والترميم ، وعندها ، سيكون سيناريو "تقسيم الحرم القدسي الشريف" ، ليس سوى صورة طبق الأصل عن سيناريو تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف ، وبعدها لن يكون مستبعدا إعلان "ما تبقى من حجارة الأقصى جزءا من التراث اليهودي".

للقرار الإسرائيلي الأخير ، من حيث مضمونه وتوقيته ، جملة دلالات لا تخطئها العين المجردة: أولها في المضمون ، حيث الشغف الإسرائيلي ببناء رواية تاريخية متماسكة ومتكاملة حول الحق اليهودي في فلسطين التاريخية ، وثانيها من حيث التوقيت ، ويحمل رسالة سياسية هدفها إحراج عباس توطئة لإخراجه ، فنتنياهو لا يريد أن يأتي بالرئيس الفلسطيني إلى غرف المفاوضات مخفورا ومكبلا بالسلاسل فحسب ، بل ويراد له أن يأتي مجللا بالعار كذلك ، وإلا ما معنى الحديث عن استئناف المفاوضات ، فيما إسرائيل تواصل الاستيطان وتتوسع فيه ، وتتمدد في تهديد المقدسات داخل القدس وجوارها وفي بيت لحم والخليل ، والمطلوب دائما من وجهة نظر اليمين واليمين المتطرف أن يأتي عباس إلى قاعة المفاوضات عاريا من كل شيء ، تماما مثلما ظهر مدير ديوانه عاريا على شبكة الانترنت.

لا فلسطيني جيدا بالنسبة للإسرائيليين سوى الفلسطيني الميت أو الفلسطيني العاري ، حقيقة أثبتتها تجربة إسرائيل في التعامل مع ياسر عرفات وأحمد ياسين ومحمود عباس ، الأول داعم للإرهاب وليس ذي صلة ، والثاني هو الإرهاب بعينه ، وقد استحق الملاحقة والمطاردة من غزة إلى الضفة ومن دمشق حتى دبي ، أما الأخير فضعيف في مواجهة الإرهاب ، استحق العزل و"التعرية" والإحراج والتجاهل ، ومن يقرأ سطور (وما بين سطور) سياسة حكومة نتنياهو ـ بارك ـ ليبرمان في عامها الأول ، يجد أنها لا تخرج أبدا عن الأهداف والمفاهيم ، فعن أي سلام يتحدثون ، وما نفع مفاوضات لا وظيفة لها سوى التغطية على هضم الأرض واقتطاع الحقوق وابتلاع الأحلام والآمال ، قطعة قطعة ، ويوما إثر آخر.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع