وجدت بيتي بين أطلال الحطام فقفزت فرحاً
يا فرحتي الله أكبر .
هل تراني غاليت في فرحتي ؟
لأنك لم تَعِش قصتي .
هل بِتَ يوماً في البرد السقيع بخيمة والأرض يغمرها المطر ؟
هل عشت أياماً غذاؤك ورق الشجر ؟
أم لاحقتك من قبل طائرة برصاص منهمر ،
أو قاذفات المركافا وأنت حافياً أعزل تحمل أخاك يحتضر ؟
أبالجاروف جمعت يوماً أشلاء خلان العمر ؟
لن تفهم فرحتي وكيف تفهمها وأنت لم تخض ما خضته ولم تعش ما عشته ، لاقيتُ ما لم يلقاه بشر.
لا تجلدني بلسانك و تلومني ، بل اجلد فلن يفيد ولن يضر .
أنا عائد من الموت لا أعلم أي إحساس أشَر .
أتراني يؤلمني الكلام وألسنة البشر ،
أتراني هش أنكسر؟
أو آوي إلى زاوية فأبكي وقلبي ينفطر!!
أنا عائد من الموت لا أبكي لا ألين لا أشعر بالخطر.
قل لي بربك يا فتى من ذا الذي خاطر بالأُسَر ؟
وهل خاطر أبو بكر بالصحابة في الردة حين أمر ؟
وما الأشد على الأمة فقد الصحابة أم نحن ومن يندثر ؟
حدثني عن النصر والهزيمة ومن انتصر ؛
كنا نخاف لأرضنا أن تستباح مستوطنة ، ونريد أسرانا من الظلام تخرج للفجر .
فمن حقق مجده ومن انتصر ؟
أم أن النصر في ظنك أعداد قتلى نحصدها ، هكذا ؛ ينتصر الغجر .
هذه الركام بين أحضاننا كنز ثمين لو تعتبر .
فمن أجلها ضحينا ومُزِّقنا كل مُمَزق وكنا نصطبر .
لم يأخذوا منها كسرة حجر .
هذه الحطام البُور في أبصاركم عندنا أرض بكور تزدهر .
بهذه الحطام سأقيم بيتي فبيني وبينها عمر ، وسأزرع شجرة الزيتون على بابي وهاك الدلو لأحصد فيه الثمر .
دعني أفرح فلن تفهم فرحتي ، إني بَلَيتَ لهذا الوقت يا حزين .
القصص تُحكى لتُعتبر
أما التجربة فتُعاش وبها تعتصر