كنت قد أقسمت أن لا أعود مرة أخرى إلى الكتابة , بعد حملة المضايقات والاستفزازات التي وصلت حد العبث بكرامتي التي صنعتها لي أمي بعد أحداث أيلول السبعين ليقف من كان مختبئا بالملاجئ حينها اليوم على قدميه ندا لي فوق ارضي وعلى بساط بيتي.
اكتب إليك يا سيدي الملك لأنني لا املك غير كرامتي لترى وتسمع من رحم الميدان آنات شعبك , ولتعلم كمسئول عن الرعية أمام الله : كيف تنتهك حقوق الأردنيين الغلابى في وضح النهار؟, وكيف تسرق لقمة الخبز من أفواهنا تحت شعارات الإنسانية والوحدة الوطنية والخوف من عقاب رب البرية.
فما دفعني لهذا الحديث يا سيدي الملك هو الظلم والحيف والجور والاستخفاف بحق من حقوقي التي ربيت عليها ابني البكر محمد الذي تحصل على معدل( 90,1) في الفرع العلمي لهذا العام , وتقدم إلى الجامعة الأردنية الأم للحصول على منحة تفوق رياضي كلاعب في النادي ألفيصلي والمنتخب الأردني ومنتخب مديرة تربية عمان الأولى, وقدم وثائقه للامتحان ,وكان ينافسه على حراسة المرمى طالب واحد فقط , وتقدموا للامتحان الذي تنص شروطه على أن يكون من مرحلتين من يجتاز المرحلة الأولى ينتقل للثانية , ومن يفشل في الأولى يعتبر خارج نطاق المنافسة.
نجح ابني محمد في اختبار اللياقة بينما فشل منافسه كغيره من العشرات الذين تقدموا للمسابقة في مختلف مراكز اللعب, وتفاجئنا أن اللجنة قد دعت الطالب الراسب بالاختبار إلى إعادة الامتحان مرة أخرى دون غيره من الطلاب , إنسانية منهم , فأي إنسانية تلك التي تكون على حساب الآخرين؟.
فإذا كنتم تملكون الإنسانية وتشجعون عليها, أليس جوهر الإنسانية يقتضي منح صاحب الحق له حتى لو كان المنافس ابنكم؟ .
وبعد أيام خرجت النتائج فإذا ابني محمد خارج القائمة بينما الطالب الراسب هو من تفوق , فأي وطن هذا الذي تستباح به الحقوق في شهر رمضان المبارك حيث الشياطين محتجزة بالأصفاد, فهل استطاعت الشياطين أن تفلت من تلك الأصفاد لتسرق حق ابني جهارا نهارا وفي وضح النهار يا جلالة الملك.
فكم أردني حر استباح المسئول حقه ليمنحه لأخر كل حقه به أن بعير جده قد مر قبل غيره بهذه الآبار, ليرتقي على ظهور أصحاب الكفاءات وطلاب الكفاح والإصرار.
لا أجيد يا سيدي الملك كما أبي وأمي لعبة النفاق, لكي احصل على الاستحقاق , فما دفعني للكتابة إليك وأنت الراعي المسئول أمام الله عنا هو الظلم حتى خرجت تلك الحروف التي أتمنى من الله أن تجد عقولا فيها مكان للأردن, وقلوبا مرتعها الخوف مِن مَن أسمى نفسه العدل والعادل.
شكرا لله الذي ربط العدل به فكان من أسمائه الحسنى, وأوصى رسوله أن من شروط الحكم العدل, حتى قيل أن الله يقيم دولة الكفر إن كانت عادلة, ولا يقيم دولة الإسلام إن كانت ظالمة.
تقدمت بتظلم إلى العديد من الجهات الرقابية والأمنية التي أهملتني وأهملت حق كان يجدر بها الدفاع عنه بدلا من التغاضي عما جرى كما تتغاضى اليوم عن ُصّّناع الفساد.
فحق ابني محمد لا زال بإنتظار من يعيده له, وإلا فإني سأنتظر تحصيله من كل من له شأن يوم الموقف العظيم حيث الكل زط مساواة محققة, كما قال عرار والد أشرف شرفاء الأردن وصفي التل الذي نفتقده كلما هبت الرياح على الأردن, ومالت اغصان الفاسدين وتكسرت المجاديف المزورة والمصنعة في الصين.
وقفة للتأمل: في وطني وللأسف " بات الربا فائدة والزنا حِل لنا , والخمر طيب ومسكر لنا , والحكم بما لم يُشّرعه ربنا هو الصحيح عندنا, فكن يا أردني بهذا بصير , يكن لك في الورى نصير , فرأسك الصغير بالجهل قد يطير".
ملاحظة: محمد يدرس ألان في الجامعة الأردنية هندسة كهرباء , وكان بإمكانه لو اخذ حقه أن يدرس التخصص الذي يرغب به كمهندس معماري أو مدني, أو دكتور صيدلة.
فكم محمد في الاردن يا ترى؟.