زاد الاردن الاخباري -
في محاكمة تبدأ الثلاثاء، سيقف مدع عام، موصوف في الإعلام الأميركي بأنه ماهر وسريع البديهة، هوJason Schmidt البالغ 62 عاما، ليتحدث عن هجوم بالسكين تعرض له الكاتب البريطاني- الأميركي، سلمان رشدي، حين كان جالسا على خشبة مسرح يبعد 6 كيلومترات عن مقر المحكمة التي ستشهد غدا أول لقاء وجها لوجه بين الطاعن والمطعون.
رشدي البالغ 77 حاليا، تعرض مساء 12 أغسطس 2022 لطعنات من الأميركي اللبناني الأصل هادي مطر، المولود بنيوجيرسي قبل 26 عاما، فأصابه برقبته وعينه ويده وصدره، بعد 34 سنة من فتوى أصدرها آية الله الخميني في 14 فبراير 1989 ودعت لهدر دمه، عقابا على رواية ألفها بعنوان "آيات شيطانية" أساء فيها للإسلام، مع أن إيران ألغتها في 1998 وأبلغت أنها لم تعد تدعمها.
عاد من لبنان متغيرا
ويخطط المدعي العام، لاستدعاء رشدي كشاهد في الجلسة، وهو احتمال كتب عنه السير سلمان رشدي أيضا في كتاب بعنوان "سكين" أصدره العام الماضي ويصف فيه شروع مطر بقتله، وهي تهمة نفاها محامي مطر، بقوله إنه لم يكن يقصد قتله، بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما بثته الوكالات عن محاكمته، وما ورد بشأنها في وسائل إعلام بريطانية وأميركية بشكل خاص، إضافة لما في الفيديو المعروض أدناه من معلومات، وهو من وقت محاولة القتل الفاشلة.
وكان أحد منسقي اللقاء في المسرح أوقف الهجوم، حين أمسك بمطر، ثم تبعه من سيطروا عليه حتى وصل جنود اقتادوه إلى سجن مقاطعة Chautauqua التي كانت تحيي ذلك الوقت مهرجانا. ثم داهمت الشرطة منزله في منطقة Fairview بنيوجيرسي، والمقيم فيه مع والدته وشقيقتيه التوأم.
أما والده حسين، الذي هاجر بالتسعينات من قرية "يارون" في جنوب لبنان إلى الولايات المتحدة، فانفصل في 2004 عن زوجته وعاد إلى لبنان الذي زاره مطر في 2018 وبقي شهراً "عاد بعده وقد تغيرت تصرفاته" وفقا لما قالت والدته.
قالت الأم "سيلفانا فردوس" أيضا لمحققين من FBI زاروها، إن مطر "حبس نفسه في الطابق السفلي حين عاد من لبنان، وكان يطبخ طعامه بنفسه، ولم يعد يتحدث معي كثيرا، بل بدأ يوبخني لعدم تربيته بشكل صارم كمسلم.. لن أزعج نفسي بالتحدث عنه ثانية" وفق تعبيرها عن ابنها الذي قابله بعد أسبوع من اعتقاله صحافيان من صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية قاما بزيارته في السجن.
"شبح من الماضي"
سأله أحدهما: "هل قرأت آيات شيطانية"؟ فأجابه: "قرأت بعض الصفحات. لم أقرأ الكتاب بالكامل". وذكر أنه علم من الإنترنت أن المؤلف سيلقي محاضرة عن الحريات في ندوة ثقافية في المسرح، كجزء من فعاليات مهرجان "تشوتوكوا" بشمال نيويورك، فقرر الذهاب وعاقبه بعشر طعنات، تسببت إحداها باقتلاع إحدى عينيه.
في كتاب "سكين" يذكر السير رشدي أنه كان يتخيل سيناريو ينهض فيه شاب في منتدى عام ليقتله "لذلك كان أول ما خطر ببالي عندما رأيته يندفع نحوي، أن أقول: إذن أنت أنت، فيما كان فكره الثاني أن وقتا طويلا قد مر، فلماذا الآن بعد كل هذه السنوات؟ من المؤكد أن العالم تقدم والموضوع تم إغلاقه".
يتابع ويقول: "إلا أن مسافرا عبر الزمن.. شبح قاتل جاء من الماضي واقترب بسرعة" ولم يكن ذلك الشبح سوى مطر الذي يواجه 3 اتهامات: "دعم منظمة إرهابية أجنبية" إشارة إلى حزب الله. ومحاولة القتل ومحاولة الاعتداء، وهو ما عقوبته السجن 25 سنة.