عطية: تكرار وفيات التسمم والتدفئة يفرض محاسبة المقصرين
سريلانكا: ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار "ديتواه" إلى 643
الاحتلال يصدر قرارا بهدم 25 مبنى في مخيم نور شمس
وفاة شقيقة عادل إمام
من هو بديل النعيمات أمام السعودية؟
زيلينسكي يتخلى عن طموح انضمام أوكرانيا لحلف الناتو قبل محادثات السلام
هالاند يقود السيتي إلى انتصار بثلاثية على كريستال بالاس
الأردن يدين هجوما استهدف قاعدة أممية للدعم اللوجستي في السودان
بدء تشغيل مشروع استراتيجي لتعزيز التزويد المائي في عجلون قبل صيف 2026
مبادرة من ولي العهد والأميرة رجوة لتوزيع الكنافة على الجماهير بقطر
تفاصيل المنخفض الجوي القادم إلى الأردن مساء الإثنين
الدكتور أحمد مساعده: الشرق الأوسط أمام مفترق استراتيجي والأردن نموذج للشراكات البنّاءة
وزيرة الخارجية الأردنية تمثل الأردن في المنتدى الدولي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات بالرياض
المعايطة: نعتمد نهجا علميا في استشراف المخاطر ومواجهة التحديات قبل وقوعها
كم ستتكلف صفقة استحواذ الوليد بن طلال على الهلال؟
تأجيل محاكمة المتهمين بسرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري
مجلس الوزراء يقر الأسباب الموجبة لمشروع نظام الرعاية اللاحقة لخرّيجي دور الإيواء لعام 2025
مجلس الوزراء يوافق على تسوية 905 قضايا ضريبية عالقة
مجلس الوزراء يوافق على خطة شراء القمح والشعير لعام 2026 لضمان الأمن الغذائي
يبدو أن الفوضى تمتلك جاذبية غريزية، خاصة عند الأطفال الذين يستهويهم كل ما يخرج عن المألوف ، ابني ادم في عامه الثاني، يجد متعة خاصة في متابعة المشاهد التي تعج بالفوضى، الصراخ، أو أي شكل من أشكال الحركة غير المنظمة ؛ كلما قلبت هاتفي المحمول، كان يصر على التوقف عند تلك المقاطع، وكأنها تشكل عالماً بصرياً لا يمكنه مقاومته .
ما حدث هذه الليلة كان لافتاً، بينما كنت أتنقل بين مقاطع الفيديو كعادتي ، ظهر حديث للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الشاشة؛ لم يكن المشهد مختلفاً عن سابقيه في شيء من حيث الفوضى البصرية والجدل ، ولكن ما أدهشني هو إصرار ادم على متابعة الخطاب بعينين لامعتين، وكأنه يتابع عرضاً استعراضياً .
ترامب، بطبيعته الخطابية وأسلوبه السياسي غير التقليدي، أقرب إلى ممثل استعراضي منه إلى سياسي كلاسيكي، فهو يدمج بين السياسة والاستعراض، بأسلوب يعتمد على المبالغة، الصدمة، وإثارة الجدل، هذه العناصر هي ما تجعل حديثه مثيراً للانتباه ليس فقط للناضجين المهتمين بالسياسة، بل حتى للأطفال الذين يستجيبون غريزياً للحركة والفوضى المنظمة .
قد يبدو هذا المشهد بسيطاً ، لكنه يحمل دلالات عميقة فهو يعكس تحول السياسة من كونها فضاءً للعقلانية والحوار الهادئ إلى ساحة صاخبة تستدعي أساليب الإثارة المبالغة، وكما يستقطب المسرح الصاخب الجماهير، كذلك نجح ترامب في جعل السياسة عرضاً مفتوحًا يسهل مشاهدته، حتى لمن لا يملك أدوات التحليل أو الفهم السياسي العميق .
الطريف أن طفلي لم يكن مدركاً لمعنى الكلمات التي يسمعها، لكنه التقط جوهر العرض : صخب، إثارة، وتناقضات حادة، وهي ذاتها العناصر التي تجعل المسرحيات الاستعراضية أو مباريات المصارعة ممتعة في نظر الأطفال .
ربما علينا أن نتأمل هذا المشهد من زاوية أعمق
هل باتت السياسة الحديثة لعبة في أيدي محترفي الاستعراض ؟ وهل أصبح الجمهور، حتى الأطفال، يتفاعل مع السياسيين لا بوصفهم قادة ومفكرين، بل كأبطال في عرض مسرحي دائم ؟
ختامًا، لا يسعني إلا التساؤل: هل يكبر ادم ليعشق السياسة كما استهواه هذا المشهد الصاخب ؟ أم يكتفي برؤية السياسة كحلبة مفتوحة لا تختلف كثيراً عن ألعاب الطفولة، حيث الإثارة هي الهدف، بغض النظر عن النتيجة ؟؟
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي