قبل أيام التقيت مع اردنيين يقيمون في المملكة العربية السعودية، وتحدثنا في شؤون وأمور وقضايا عامة كثيرة.
وأكثر ما استوقفني، حديث اردنيي السعودية عن سفارة الاردن في الرياض.
كنت أظن أنهم يحملون في صدورهم عتبا او لوما، أو موقفا ما.
الاردني في الخارج يتفاخر في سفارة بلاده، ويتفاخر فيما يقدم له من مساعدة وخدمة قنصلية ومدنية، وانسانية.
ومما سمعت كلاما مشحونا بفائض من الافتخار بالدبلوماسية الاردنية في الرياض. الدبلوماسية مهنة صعبة، وليس كل من دق بابها دخلها احترف، وابدع، واصبح دبلوماسيا. ان تكون دبلوماسيا، فالاهم ليس الشهادة الجامعية واللغات الاجنبية، والخبرات والمؤهلات. اتركوا هذه الشروط والمعايير جانبا.
لا بد من الانتباه الى الانسان، وحبه الى وطنه وأهله وناسه، والدبلوماسي الاصيل، الذي لا يتبدل وينتزع عن أبناء جلدته.
مهمة تمثيل الاردن في الخارج ليست سهلة.. مهنة دبلوماسية وسياسية في تمثيل صورة الاردن والدفاع عن مصالحه، وخلق علاقات جيدة مع الدولة والمجتمع المعني، لتسهيل المهمة.
السفير الاردني في الرياض «هيثم أبو الفول» شخصية دبلوماسية مميزة وفذة، ويحمل كل مهام الدبلوماسية. ومحاط في فريق عمل متحمس ويسخر وقته خدمة للجالية الاردنية في السعودية.
وفي السعودية ما يقارب ربع مليون اردني. والسفير والطاقم الدبلوماسي الذي يخدم الاردنيين في المهجر والاغتراب يستحق الشكر، ويستحق أن نفتخر به، ويستحق أن نرفع له القبعات احتراما واجلالا. وهؤلاء رسل الاردن الى العالم.. والا كيف تفسرون الكيمياء الاردنية؟ وما هي «كلمة السر « الاردنية ؟ جغرافيا صغيرة وثروات وموارد محدودة، واقليم ملتهب بالحروب والصراعات، واردن صامد وقوي، والعالم من اقصى شرقه الى غربه يصدر « حسن سيرة وسلوك» لقيادته ودبلوماسيته وسياسته الوازنة والحكيمة.
عندما تستمع لاردنيين في السعودية والامارات وقطر، وعُمان، والكويت.. ماذا يقولون عن سفراء الاردن هناك تشعر بالاطمئنان والثقة على رسالة الاردن، ورسله الى العالم، وكرامة وانسانية الاردني اينما حطت قدماه، وهذا ليس غريبا ولا طارئا.. الاردن دولة العدل والحكم الرشيد، والحب ايضا.