محمد حسن العمري
-----
دولة شكلت نحو( 75) وزارة و تدفع حتى اليوم تقاعد نحو
(16)
رئيس وزارة سابق ،
مقابل خمس رؤساء وزارة متقاعدين في الكيان الصهيوني من اصل (13) وزارة إسرائيلية ، وتدفع الدولة الأردنية تقاعد نحو( 600) وزيرا ، ومضروب بعددهم أضعاف المتقاعدين من النواب والأعيان ، و الأمناء العامين للوزارات والمدراء العامون للمؤسسات الكبرى ، من أصحاب العطوفة والسعادة ، ونحو ربع مليون مدني و( 160) الف عسكري ، في دولة سكانها دون( 7) مليون بواقع (1) بالإلف من مجموع سكان العالم ، أكثر من ثلث السكان من الاطفال القاصرين دون( 14) سنة ، وتبلغ نسبة المواليد الإجمالية( 21%) فيما يتراجع الناتج المحلي في معظم السنوات ، وتراوح نسبة التضخم غالبا( 5% )، ونسبة البطالة بين( 12-15%) فيما تتوسط الاردن وفق مقاييس الدول الأغنى والأفقر العالمية العالم العربي فغالبا هي في الرقم العاشر تسبقها( 10) دول وتتأخر عنها (10 ) دول كذلك ,,!!
هذه مقدمات رقمية لواقع دولة نامية ، لا يمكن لاحد ان يتكهن كيف تحافظ هذه الدولة على بنيتها التحتية المقبولة بل الجيدة في المستوى العربي ، وتستطيع في الحد الادنى مع ارتفاع مقايس الفساد ان تدفع رواتب المتقاعدين الجالسين في بيوتهم او الذين يمارسون اعمالا اخرى للمقدرة على مجاراة الغلاء والتضخم..!!
هل عوائد نصف مليون مغترب اردني- معظمهم يغتربون بدون سقف زمني بسبب الخوف من البطالة - هي التي تبقي على العملة المحلية من ان تنهار ، ام هي الشركات الصناعية المصدرة والتي لا تجاري حجم الاستيراد العملاق الذي يدخل الأسواق الاردنية حال بقية الأسواق العربية ، هل هي المساعدات الدولية التي ترعى السلام مع إسرائيل ، والمساعدات العربية التي تدفع باتجاه الإبقاء على " دولة المواجهة " وجيشها العربي حاجزا دون دول الخليج ، ..!!
كيف تبنى هذه القصور المفرطة في البذخ في عمّان ، منذ عهد بورقيبة الاول وجنازته الرمزية المرفوعة على الأكتاف ، الى عهد اليوم ، الأبراج والمولات و فلل الأحلام ما بين دابوق و ديرغبار و المطار الذي يوشك ان لا تهبطه طائرة ، في عالم جديد ملئ بالحجارة البيضاء التي تطارحها الطائرات القادمة هنا ، لماذا تفتح وكالات اردنية لتسويق سيارات الامبرغيني والهمر والفيراري وكل السيارات الامريكية والاوروبية الفارهة التي تحتاج من الوقود اليومي ما يعادل راتب موظف او متقاعد ..!!
يروي كاتب يمني تحت عبارة " الله موجود في اليمن!" نقلا عن مستشرق زار اليمن ، كان يساءل عن رواتب العوام والسوقة ، فيجيبوا انه نحو 150 دولار ، وهو ما يعادل تخزينة قات شهرية لفرد واحد في العائلة وتتراكم المصاريف لتصل الى الف دولار ، يسال المشترق : كيف تتدبرون اموركم ، يجيب اليمنيون : الله موجود .! ، لخص المستشرق حالة اليمن " الله موجود في اليمن!!" ,,!
على ذات الحالة أتساءل ، وانا استمع كل صباح لنحو (10) محطات بالموجات القصيرة للحديث عن هموم الناس ، ولا تتوقف الشكاوى ، كلها مشاكل متعلقة بالمعيشة ومطالب كلها تدفع نحو مزيد من الخدمات او تشكو ضيق الحال ، ويتساءل كل الذين يزورون الاردن ، كيف يتدبر الأردنيون أمورهم وكيف تنمو هذه الدولة ومن " يصرف " عليها ، وكيف تجاري من يتطاولون في البنيان ، المعايير الاقتصادية كلها تعاند الواقع الذي نشاهد ، الا أن نقول "الله موجود هنا أيضا في الأردن" ..!!