أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصابو حادثة الرابية يتحدثون عن إصاباتهم - فيديو بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا رابط إلكتروني لأرقام جلوس توجيهي التكميلية دعوات للضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول المساس بالوطن ولي العهد : اللهم صيبا نافها تفاصيل لقاء الصفدي وحسان في مجلس النواب الجمارك: تمديد الدوام للتخليص على السيارات الكهربائية الأعـيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني بداية عبور الجبهة الباردة شمال المملكة مُرفقة بانقلاب جذري على الأجواء مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية بالإخلاء العرموطي يوجه اسئلة حول سرقة سفارتنا في باريس الأردن: اليكم أسماء المناطق التي ستقطع عنها المياه بسبب الديسي “الأمن العام” يحذر من المنخفض الجوي المتوقع الفايز: ندعو للتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن رئيس الديوان الملكي يعود مندوبا عن الملك مصابي حادثة الرابية(صور) مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية ترجيح تخفيض أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل الأردن .. حماية المستهلك ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة
الصفحة الرئيسية آدم و حواء هوس الشراء والتسوق مرض نفسي

هوس الشراء والتسوق مرض نفسي

25-02-2010 11:20 PM

زاد الاردن الاخباري -

د.محمد عبد الكريم الشوبكي - تشكل هذه الظاهرة المرضية نسبة عالية في أي مجتمع (6%). وهي أكثر انتشارا لدى النساء من الذكور، وتتميز هذه الحالة بتدني المعنويات، والثقة بالنفس ، والقلق ، ومن خلال السلوك اللاإرادي الاندفاعي (عبر العقل الباطن اللاواعي) تجاه الشراء بإسراف يؤدي إلى تخفيف القلق مؤقتا .ويتلازم مع هذه الحالة أحيانا الكآبة ، والوسواس القهري ، والهوس المرضي المتميز بالاندفاعية وتدني في القدرة على التحكم بالسلوك .

ولسوء العاقبة يعزف المريض عن مراجعة الأطباء إلى سنوات طويلة تمتد إلى عشرة سنوات ، بعد استنزاف كل طاقته النفسية والمالية واضطراب علاقته الشخصية والعملية الناجمة عن الاستنزاف المالي، او المديونية ،و الإلحاح على الشريك كزوج او أب او أم بمواصلة الإمداد المالي. وغالباً ما يمتلك الشخص الواقع تحت وطأة هذه الحالة عدد كبيرا من بطاقات الصراف الآلي.

تلك هي الظاهرة السلوكية الناشزة التي تنتشر في مجتمعنا بشكل صارخ من خلال التسوق فيما يسمى بالمولات ،والأسواق الشعبية، والمحلات التجارية والتي استطاع أصحابها استقطاب واصطياد بذكاء من يعاني من هذه الحالة ....ذلك من خلال ما يسمى بالتنزيلات .
ان للشعور القهري (الاندفاعي) هاجسا يستحوذ على حياة الشخص للشراء والتسوق ، فيقع تحت تدني القدرة على ضبط هذه الدفاعية او التحكم بها ، او المقاومة لهذا الشعور مع انه يدرك خطورة الانهيار المالي، وعواقبه وما سيلحق به من تبعيات سلبية ، وبالرغم من ذلك فهو يقبل على الشراء ولا يستطيع مقاومة هذا النوع من الشعور حتى وان كانت قدراته المالية اقل بكثير مما سيقوم بشرائه وينتهي به الأمر إلى إنهاء رصيده المالي او الاستدانة وتراكم الديون احيانا ، حيث يقوم بشراء مسرف ، والتسوق لفترات زمنية طويلة الأمد تمتد عدة ساعات احيانا او أياما او شهورا او سنوات ، ليجد راحة نفسية مؤقتة أثناء الشراء تضفي عليه نوعاً من الاستمتاع واللذة والسعادة أثناء ذلك .

 وبعد كل عملية هوس شرائي فان الشخص يشعر بتكدر المزاج العالي، وبضياع الوقت والندم والشعور بالذنب، مما يؤدي إلى اضطراب في علاقاته الاجتماعية ، والعمل الوظيفي والمديونية العالية التي تؤدي إلى الإحباط والدخول في الحلقة المفرغة لأنها تزيد من شدة هذا النوع من الشعور بالتوتر العصبي الشديد ( الاندفاعية) .وبدون أية أسباب يجد الشخص نفسه مجبراً ولا يستطيع مقاومة شغف التسوق والشراء مع اداركه انه سوف يعاني الكثير من بعد ذلك .

وتمتاز هذه الحالة بصعوبة شديدة للاستجابة العلاجية لكونها مزمنة ومأزقيه . وبحاجة إلى فترة زمنية طويلة من العلاج الدوائي والسلوكي . ولسوء الحظ فانه في اغلب الأحيان لا يتم السيطرة عليها بشكل مجدي.

فان كنت تلاحظ أنت والآخرين انك تتخبط في هذه الظاهرة المرضية، فعليك الوقوف على نفسك، لأنك تعاني من الاندفاعية... وتذكر بأنك تسلك سلوكا غير طبيعي يهوي بك إلى الهلاك النفسي والمالي والاجتماعي، وانك أصبحت من المسرفين. وأنت في هذه الفترة الاندفاعية السلوكية تتدنى بصيرتك وتعرض نفسك إلى الهلاك ومن يعيش معك من أفراد أسرتك او الذين تعيلهم حتى وان كان وضعك المالي عال ٍ ، فلا بد ان يأتي يوم يتصاعد فيه التسوق لبضاعة باهظة الثمن مثل السيارات ، والأثاث ،والملابس ، والكمبيوترات ، والأجهزة الكهربائية ، والسلع الغذائية،......الخ. وانك بعدها ستقعد ملوما.... لن ينفع بك العلاج النفسي، وستدخل في دجى أنفاق الكآبة والقلق ومن ثم الحسرة بعد ان كنت تسير بين ظهرانيها. تلك هي العبرة التي انزلها البارئ في الآية الكريمة “ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً “ فلا يزال الأمر بيدك تستطيع ان تجير هذه النوع من الاندفاعية اللاإرادية إلى أنماط أكثر نفعا لك ولعائلتك والمجتمع مثل الرياضة ، وإقامة العلاقة الاجتماعية السوية ، ومساعدة الاخرين والقراءة ، والعمل، والثقافة، وممارسة الطقوس الدينية ، ومشاهدة التلفاز ، او الانترنت ، ..... الخ .وهذا سيجعل منك ظهيرا على القلق والإحباط والكآبة. وكلما عودت نفسك اكثر كلما تلاشت هذه الظاهرة ، وارتفعت المعنويات وثقتك بنفسك وقدرتك على ارصان ( الاندفاعية ) وواقعك ، وازددت نفعا لك والمحيطين نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ...... فلا تتوانى في لجم أي شعور ينتابك بهذا الشأن.وابعد نفسك بقدر الامكان عن اماكن الاستقطاب التسويقية.

 وابدأ من هذه اللحظة قبل ان تهوي سلوكيا ونفسيا وتجرف من هم يعتمدون عليك من أبناءك وزوجك واللذين ينتظرون المستقبل الذي اصبح ضبابيا في عصرنا هذا ، فلا تكن من القانطين .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع