الزميل الأستاذ أحمد شاكر، صحفي معروف وله كل التقدير والاحترام من الزملاء وغيرهم، فهو رجل مهني معروف بتوازنه، أقول هذا عنه لانه كلما ذُكر الزملاء المهنيون «المحترمون»، فلا تملك ان تمر عن أسمائهم دونما ان تذكر خصالهم الرجولية المهنية الطيبة.
كان الأستاذ الزميل قبل حوالي عام قد حدثني عن انتشار الثعالب في بيت مهجور في منطقة الجاردنز (قرب جريدة الرأي)، وراجعت بدوري المسؤول في وزارة الزراعة، عن الحيوانات الضالة، وذكر لي تعليمات محددة، نقلتها بدوري للزميل أحمد شاكر، وأعتقد أنه كان لأمانة عمان الحظ الأوفر من تلك التعليمات، لأن البيت المهجور المذكور يقع ضمن اختصاصها.
ولو تحدثنا عن الكلاب الضالة، لفتحنا سيرة لا تنتهي، لا سيما بعد «انتعاش» حزمة من قوانين الحفاظ على البيئة والطبيعة وحقوق الحيوان، او الرفق بالحيوان، علما أنني أعتبر انه وفي أزمنة متفرقة ما من تاريخ المأساة البشرية، على الكوكب الأرضي، أصبح الحيوان أكثر إنسانية من الحيوان، إلى الدرجة التي تسمح للفلاسفة وعلماء الاجتماع ان يقولوا بأن الإنسان أصلا كان حيوانا قبل التحضر والمدنية..
ترى ماذا يختلف «واحد بلا أدنى أخلاق» يسيء للناس وللدولة، وينثر ما ورد في ذهنه المريض من إشاعات وتجاوزات، ووجد مرضى، تؤثر فيهم الإشاعات والأمراض والقذارة، كتأثير «الحكّ على الجسد الأجرب»، فالحالة تصبح مستعصية إلى الدرجة التي لا ينفع معها الكلام ولا التوضيح، ولن يعدو هذا الفعل ورواده، وسائر جوقته، في خطاب الحقيقة والعقل والمنطق ولغة البشر، لا يمسي او يصبح أو يغدو او حتى يعدو عن كونه «نباح كلب او عدة كلاب» على قافلة تسير..
أمر بحالة صحية، ونفسية ما، تمنعني من المتابعة ولا حتى عبر شاشة الهاتف، والحمد لله، لكنني منذ ايام ألاحظ فيديوهات كثيرة تنتشر عن كلاب ضالة، وهذه قصة معادة دوما، فلا الكلاب انتهت ولا هي وجدت لها «مغاير»، ولا الناس تخلوا عن حضاريتهم وإنسانيتهم، لا سيما المسلمون منهم، فما زلنا نتناقل ما يؤثر حول «زانية أو غانية»، تم تبشيرها بالجنة حين سقت كلبا ضالا ظامئا.. ومهما بلغت بنا الحيرة في زمن القانون والمؤسسات، وتمسكنا بالأدوار والوظائف، او تخلينا عنها، فلن تكون من مسؤوليات وزير الدولة لشؤون الإعلام مثلا، ان يتدخل بالكلاب الضالة، ولا حتى بالثعالب المستأسدة في زمن «كورونا» وما بعده..
هذه حالة تحتاج لمسؤولية شوارعية غير رسمية، أكثر من حاجتها لرجال او موظفي دولة محترمين.
الكلاب الضالة مشكلة لا تنتهي، وحين تتكاثر ويزداد نباحها او اعتداءاتها على الناس وشؤونهم وممتلكاتهم، سنحتاج عندئذ الكثير من الحجارة لنرجمها بلا رحمة، فمقدراتنا من الامن والغذاء والماء محدودة، مرصودة، ولا يمكن ان ننفقها على كلاب مسعورة او تدعي السعار استغلالا لمدنيتنا واهتمامنا بالتحضر والصحة.
كنا في طفولتنا نعرف لغة تفهمها الكلاب المحلية، ننهرها بها او نناديها فتهدأ، وكنا نزجرها تحذيرا لها من حجارتنا «باعتبارنا رعيان»، تكون الحجر في ايدينا قذائف دقيقة حين يكون الهدف كلبا، يلاحق الدجاج والصيصان ويتقمص شخصية ثعلب جائع.. كنا نقول له:
«هالخله»، ونناديه ب: «تعووووه..قسقس».