أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة

محاولة قتل فاشلة!

26-02-2010 12:03 AM

كانت تلك اول مرة في حياتي اتعرض فيها مع اخرين لمحاولة قتل بالرصاص الحي ، والمكان في الخليل ، وعلى مدخل الحرم الابراهيمي ، حين هاجم المستوطنون وفدا نيابيا اردنيا يزور المسجد ، يوم السبت ، من احد شهور عام تسعة وتسعين.

لا يُنسى ذلك اليوم ابدا ، فقد هجم علينا المستوطنون من كل مكان ، وهم بضع مئات في الخليل ، الرشاشات تدوي ، والرصاص ينهمر ولا تعرف هل يُطلقونه علينا ام حولنا وحوالينا ، ام فوق رؤوسنا ، ولم يبق مستوطن صغير الا وضرب سيارات الوفد بالحجارة والاحذية ، ولم نخرج من الموقع الا بشق الانفس ، وبطريقة تُشبه الهروب في الافلام السينمائية ، حيث لم يوفرنا المستوطنون يومها ، من رشق الحجارة والاحذية حتى خلال مغادرة السيارات بطريقة جنونية ، خوفا من القتل.

قبل ان يخلعنا الامن الفلسطيني ، من اماكن وقوفنا ويرمينا في السيارات خوفا من القتل ، كان عجوز خليلي يبلغ من العمر قرابة تسعين عاما ، يلبس اللباس الفلسطيني التقليدي ويبيع على رصيف شارع الشهداء عدة انواع من البهارات ، وقد اكتسى وجهه بالنور والصبر معا ، فيما لحيته البيضاء تقول لك ان خلف وجهه محاربا يقف هنا عنادا ومعاندة ، وليس من اجل بيع غرامات من البهارات ، شاهدني يومها هلعا ، فقال لي "يا ابني احنا كل يوم على هالحالة ، انتو شو شفتو" قالها والدمع يفيض من عينيه ، وبقي واقفا غير آبه لا بمستوطنين ولا باطلاق رصاص ، ولا برشاشات وحجارة واحذية.

تضم اسرائيل الحرم الابراهيمي الى قائمة التراث اليهودي ، والحرم يسمى حرما من باب المجاز ، واسرائيل تفعل ذلك بعد ان قسمت المسجد الى قسمين ، واحد للمسلمين وواحد لليهود ، وهي تفعل ذلك توطئة لاخذ المسجد كله ، باعتباره يهوديا ، وهي تفعل ذلك كبروفة تمهيدا لما سيجري للمسجد الاقصى ، من مؤامرات تتراوح بين التقسيم او الهدم ، وغير ذلك من مؤامرات يجري رسمها في الظلام.

السؤال الذي يتبدى هو ما الذي سيقدر عليه اهل فلسطين وحدهم في الخليل والضفة والقدس ، من اجل هذه المساجد ، ما الذي سيقدر عليه هؤلاء وسط الخذلان العربي ، ووسط الصمت والسكوت ، وهو سكوت ليس بجديد ، فقد تم حرق المسجد الاقصى سابقا ، ولم يفعل العرب شيئا سوى تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي ، ردا على الحريق ، ورأى العرب بعيونهم هدم مساجد غزة وسكتوا ، وشاهدوا بعيونهم كيف حوّل اليهود مساجد فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين الى اسطبلات خيل ونواد ليلية ، ومشارب خمر ، وسكتوا وكأنهم عُميان خُرسان ، وطُرشان ايضا.

القمة العربية التي سُتعقد في ليبيا مطالبة منذ اليوم بجعل القمة مُخصصة للاقصى وللحرم الابراهيمي ، ليس من اجل بيانات استنكار وتنديد كعادة العرب ، بل من اجل تحديد الموقف بشكل واضح من اسرائيل ، واعلانها عدوة ، والعودة الى اسس الصراع ، والغاء عملية السلام ، والعودة الى كل الخيارات ، التي تحُرر وطنا سليبا ، وهي الخيارات التي نعرفها ، وليس من بينها التنديد ولا التوسل للمجتمع الدولي لوقف اسرائيل عند حدها وحدودها ، بعد ان وصلنا الى مرحلة باتت فيها اهم مساجد المسلمين ، تحت السكين ، فيما الامة تتفرج على المشهد ، ببلاهة ، ولو ان جارك قطف وردة من حديقة بيتك دون ان يستأذنك لقطعت يده ، اما اسرائيل التي تريد قطف روح فلسطين في القدس والخليل ، فلا تجد من يردعها ولا من يقطع يدها.

لم يثبت في تاريخ البشرية ان زال احتلال بغير القوة ، وما دمنا قد تركنا الحل ، وتركنا أعز ما لنا ، ليتم انتهاكه واغتصابه وجلسنا نتفرج ، فان امامنا كثيرا من الهوان على الطريق ، حتى يعود كل شيء الى اساسياته ، واذا كان المرء تعرض الى محاولة قتل فاشلة برفقة اخرين ذات يوم في الخليل ، فان محاولة القتل الكبرى اليوم ، قد لا تفشل ، وسط التعامي الذي نراه بداية بسلطة اوسلو الساكتة ، وصولا الى كل السلطات الاخرى المتربعة في مشرق العرب ومغربهم ، وشمالهم وجنوبهم.

لك الله يا فلسطين ، لك الله وحده ، ولا نامت اعين الجبناء.

mtair@addustour.com.jo





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع