في لحظات الحزن والألم، تتجلى معادن الرجال وتظهر قيم الأصالة والنبل. لقد شهدت محافظة الكرك، أرض العز والكرم، موقفًا إنسانيًا نبيلًا من عشيرة الحباشنة الكرام، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التسامح والعفو عند المقدرة.
فبعد الحادث الأليم الذي أودى بحياة الشاب عودة الله غازي العساسفة الحباشنة، لم تترك عشيرة الحباشنة للحزن أن يسيطر عليها، بل بادرت إلى تجسيد قيم العفو والتسامح، مؤكدة أن "بنات الكرك بناتنا ما يباتن في السجون". هذا الموقف الشجاع يعكس أصالة هذه العشيرة الكريمة، وحرصها على صون النسيج الاجتماعي للمحافظة.
إن هذا الموقف النبيل ليس غريبًا على عشيرة الحباشنة، التي عرفت بتاريخها المشرف وقيمها الأصيلة. لقد أثبتت هذه العشيرة أن العفو والتسامح هما أقوى من أي غضب أو حزن، وأن الحفاظ على النسيج الاجتماعي هو أسمى الغايات.
إننا نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لعشيرة الحباشنة الكرام على هذا الموقف الإنساني النبيل، الذي يعكس أصالة هذه العشيرة الكريمة وقيمها الأصيلة. لقد أثبتم أنكم أهل للعفو والتسامح، وأنكم حريصون على صون النسيج الاجتماعي لمحافظة الكرك.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
المتقاعد العسكري نضال انور شراري المجالي