عطاالله مواطن أردني له قصة طويلة , وتاريخا حافلا مع... فشرت , و فشرتوااا...
قصة بدأت أحداثها منذ اليوم الأول لعطالله على هذه الأرض ،فقد روى له أقربائه كيف أن شجار حامي الوطيس قد شب بين والديه على تسميته فقد ارادت أمه تريد تسميته بعبد الحليم تيمناً بالعندليب فيما أصر أبوه على عطاالله تيمناً بأبيه وذكروا له بأن أباه قد حسم النقاش و انهاه بكلمة واحده – فشرتي ...
ما بسمي الولد إلا أبوه!
هكذا بدأ هذا المصطلح القمعي الذي لا يقبل القسمة ولا المهادنة، يتردد على مسامع عطاالله ويصبح جزء من ثقافته وحياته يوماً بعد يوم فاستخداماته في المنزل كثيرة ومتعددة ويستعان به لحسم العديد من المواقف على اختلاف حيثياتها و تفاصيلها صغرت او كبرت ...
ما إن التحق عطاالله بروضته حتى بدأ هذا المصطلح العنيف يأخذ حيزاً كبيرا في سلوكه خاصة بعد ان تحول عطالله من دور المستمع إلى دورالملقي فها هو عطاالله ابن الأربع سنيين يقذف هذا المصطلح في وجه زميله الذي قال له بأنه أشطر منه بلعب كرة القدم وسيتغلب عليه فما كان من عطاالله إلا أن ركل كرة فشرت بوجهه في ردً حازم دونما الحاجة إلى اللعب كاثبات لقدراته على التغلب علي زميله فهو استبق هجوم الميدان بهجوم من نوع آخر استخدم فيه كرة فشرت.
استمرت كلمه فشرت تلازم عطاالله في حياته وأصبحت سلاحاً فتاكاً لا يحتاج فيه إلى اثبات القدرات أو بذل المجهود في العمل أو الإقناع فما ان يحشر في الزاوية ولا يجد إجابات مقنعة يرد بها على اي هجوم أو انتقاد او نقاش يسارع باشهار سلاحه ويلقي به في وجوه خصومه دونما تردد أو حساب فقد سبق وان هاجم به زملاء له في المدرسة حين اخبروه بأن اجاباته في الصف كانت خاطئة وغير منطقية دونما أن يكترث للتوضيح او التفسير وعاد و استخدمه للجم صديقه الذي قال له بأن محبوبته لا تحبه وتحب شخصاً آخر وفي احد المرات تحدى بسلاحه الفتاك مدرسه في الجامعة الذي توعده بالفصل حينما ضبطه يغش وقال له فشرت أن أفصل ... وذات مره زج عطاالله بهذا السلاح ورفعه بوجه زملاء له خرجوا في أحد الأيام يعتصمون ضد إدارة جامعتهم وقراراتها المجحفة فتنطح لهم عطاالله الذي يرتبط بعلاقة قرابة وجيرة مع رئيس الجامعة وقال لهم بالفم المليان فشرتوااااا دونما أن يتعب نفسه بمناقشتهم ومعرفة عنوان اعتصامهم ... ولماذا يسأل ويتعب نفسه بالمناقشة والحل بنظره موجود وسهل ... ولم يتوانى عطالله عن استخدام سلاحه لأغاظة منافسه في الوظيفة الذي اخبره بأنه أقرب للوظيفة منه بفضل تقديره الجامعي ونجاحه بامتحان المنافسة كما لم يهاب عطاالله من صفع والديه به حينما عرضوا عليه الزواج من بنت جيرانه فجمعهم الإثنين بكلمة واحدة وقال لهم فشرتوا أنا بوخذ اللي بحبها!
هذه الكلمة القمعية المتداولة بين أفراد الشعب وبصورة يومية تقال بجدية وتقال مزاحاً وتقال تهكماً يفرح بقولها الجاهل وقصير النظر وقليل الحيلة وسئ التفكير وعديم المعرفة وضعيف الحجة و البرهان ويستخدمها للهروب من المواجهة المبنيه على الادله و الوقائع و ينزعج منها كل مبدع ومفكر وصاحب علم ومعرفة ودراية وحجة قوية وأسلوب اقناع منطقي وخبرة وأجوبة تعتمد على الأدلة والبراهين لا على الصراخ والشتم وتوجيه الاتهامات زوراً وبهتاناً.
ربما نتغاضى قليلاً عن استخدامات هذه الكلمة بين أفراد الشعب في حياتهم اليومية ولكن الطامة الكبرى و المصيبه العضمى عندما تستمع إلى مسؤول حكومي ذو مكانة يتلحف بها ويستخدمها في رده على تصريحات خارجية تحمل في طياتها تهديدات وتوعدات واستفزازات تنال من سيادة أي دولة وتضعها في موضع يستوجب الرد المقنع المبرهن القوي القائم على مصداقية وموضوعية
فيأتي رده عليهم بـ
فشررررررررررررررررتوا
لا اعلم كيف فسرت الجهة المقابله هذا الرد ؟؟؟
هل ضحكوا كثيرا ؟؟
هل فرحوا برد خصمهم الضعيف ؟؟
هل حزنوا على هذا الشعب ؟؟