دعا الرئيس الليبي \"معمّر القذافي\" جموع المسلمين للتحرك إلى جميع المطارات في العالم الإسلامي وتمنع هبوط أي طائرة سويسرية، كما دعاهم للتحرك إلى الموانئ ومنع السفن السويسرية من أن ترسو على موانئ الدول الإسلامية، إضافة إلى تفتيش المتاجر والأسواق ومنع جميع البضائع السويسرية في دعوة صريحة إلى \"الجهاد\" ضد سويسرا لأنها دولة كافرة تهدم المساجد على حد تعبيره في خبر عن وكالة رويترز للأنباء.
إذن فعلى كل مسلم الآن أن يتوجه إلى مطار بلده وأن يأخذ تصريحاً خاصاً للخروج إلى مدرج الطائرات لمنع الطائرات السويسرية من الهبوط على أرض وطنه، وإذ أن هذا العمل لا يتم إلى بروح الجماعة، فيجب أن يتجمهر المسلمون ويقتحمون المطارات ويضربون رجال الأمن ويحطمون الحواجز والأبواب التي تفصلهم عن مدرج الطائرات وانتظار الطائرات السويسرية حتى تصل أجواء المطار.
هذه فوضى وليست جهاداً، كيف يدعو رئيس دولة عربية إلى هذه الفوضى ويصفها بالجهاد؟ إن مجرد الخروج إلى المحال التجارية واقتحامها بحجة التفتيش عن البضائع السويسرية ما هو إلا \"شغل عصابات\" وستعم الفوضى ويتم اعتقال هؤلاء \"المُخرّبين\" ولن تساعدهم فتوى \"المهدي المنتظر معمر القذافي\" عند المحاكمة.
دخل القذافي دائرة المُفتين، وقال صريحاً: \"أي مسلم في أي مكان في العالم يتعامل مع سويسرا كافر ضد الإسلام.. ضد محمد.. ضد الله.. ضد القرآن\". فأنا لا أذكر أن في القرآن كلمة \"سويسرا\"، ولا أعتقد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد زار سويسرا أو عَرِفَ عنها.
قالت وزارة الخارجية السويسرية أنه ليس لديها أي تعليق على تصريحات القذافي، وهذا لأمر بديهي فسويسرا تعلم علم اليقين أن زمن \"الجهاد باليد\" قد وَلّى، وأصبحت أيدي المسلمين \"مشغولة\" بما هو أهم من ذلك، بل وأصابها التعب من \"ذلك\".