أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
منظمة حقوقية: استخدام إسرائيل للكلاب أمر ممنهج. مقتل شخص إثر خلاف عائلي بشفا بدران تكليف فتيان بمهام المدير الفني لمنتخبات الكراتيه المعايطة : لن نتهاون مع أي تقصير من قبل رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية 3 مباريات في بطولة الأردن لكرة السلة غدا لوموند: هكذا عُذب صحفيون فلسطينيون بصحراء النقب الأمير علي للسلامي: ثقتنا بكم كبيرة أبرز المحطات التي حققتها أورنج الأردن على المستويات المجتمعية والرقمية التي اطلع عليها الرئيس التنفيذي لمجموعة أورنج. 954 طنا من الخضار والفواكه والورقيات ترد للسوق المركزي في اربد اليوم الأردن .. الممرضين تحذر من إعلانات تهدف للنصب والاحتيال كندا: لا نعترف بسيطرة إسرائيل على المناطق التي احتلتها عام 1967 الإسترليني يرتفع أمام الدولار ويتراجع مقابل اليورو تونس ترسل 14 طنا من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في غزة مجلس محافظة الطفيلة يخصص 270 ألف دينار لتنفيذ تعبيد طرق رئيسية ارتفاع أسعار الـذهب بالأردن في التسعيرة المسائية توقف 18 سيارة إسعاف في قطاع غزة بسبب نقص الوقود المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: استخدام الاحتلال الكلاب للاعتداء على الفلسطينيين أمر ممنهج 10 شهداء وعشرات الجرحى بقصف الاحتلال غزة والنصيرات حريق مركبة في ماركا السودان .. 25 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي والمرض
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام محاربة الفساد .. أوهام النجاح والفشل

محاربة الفساد .. أوهام النجاح والفشل

22-12-2011 11:01 AM

طغت أحاديث الفساد على كل الأحاديث الأخرى عند الشعب الأردني ، وكثر فيها القيل والقال .. حتى أنها صارت تناقش في المجالس والإجتماعات والزيارات والتعاليل وبين المرء وزوجه .. وحتى كدنا نحكيها للأطفال قبل النوم كما يروون القصص ... ولقد أصبح الحديث عن الفساد بحد ذاته مشكله فلسنا قادرين على الخروج من هذه الدائرة التي أحطنا أنفسنا بها ... فكيف يكون الخلاص؟


لقد إستبشر الكثيرين بقدوم الحكومة الجديدة على أساس أنها ستكون المخلص للشعب الأردني من الطامة الكبرى ، التي تسمى بالفساد .. وقد تخيل البعض أن رئيس الحكومة قد أعطي عصا موسى ، أو أنه تعلم السحر على يد ساحر عليم .. وفي هذا خطأ كبير ولست هنا أناقش شخص رئيس الحكومة مع إحترامي له و إيماني بأنه ينوي التغيير بأمانه .. ولكن ما هي حدود قدراته؟ وهل نستطيع أن ننسى أن هناك الكثير من المعوقات أمامه؟ .. و أول هذه المعوقات هو أن الفساد قد ترسخ عند بعض الناس كثقافة و أسلوب حياة .. يمارسونه ثم ينكرونه وما هذا إلا لأنه أصبح يجري منهم مجرى الدم حتى وصلوا لدرجة أنهم أصبحوا لا يشعرون به .. وأنى للحكومه ان تنزع شيئا يجري من الناس مجرى الدم!!

و أما بخصوص المعوقات الأخرى فهي بطء الإجراءات القضائية ، والتحقيق والإستئنافات وما إلى ذلك ، مما يؤخر النطق بالحكم في أي قضية .. و أنني أعتقد أننا إذا أردنا أن نحارب الفساد بشكل كامل ، فإننا سنحتاج إلى محاكم إضافية ، وقضاة وموظفين وهيئات جديدة لمكافحة الفساد ... ومن المعوقات الأخرى أن الفساد ليس محصور بمكان معين أو محافظة معينة أو دائرة معينة .. إننا نجد الفساد في بعض الدوائر منتشر من الوزير حتى الأجير .. أو بمعنى آخر ، من الوزير حتى الفراش .. فهل سمعنا يوماً عن وزارة كاملة يتم إدخالها إلى السجن دفعة واحدة ؟


إن عدم وجود الشفافية في الإعلام له دور في إعاقة محاربة الفساد .. فلقد إختلط الحابل بالنابل .. ولم يعد المواطن يعرف أين الحقيقة .. ولعل ضعف المؤسسات والأحزاب له دور أيضاً .. كما أن ضعف مجلس النواب يلعب دوراً رئيسياً في إعاقة مكافحة الفساد ،
ولعل من أهم المعوقات التي تقف بوجه محاربة الفساد ، هو الشعب نفسه ، الذي يطالب بالفساد ومحاربة الفساد بنفس الوقت ... يشتمون الفساد ويقبلون يده ... هذا بالإضافة إلى الثقافة الموجودة عند بعض الناس ، وهي أنك تستطيع أن تحاسب كل الناس ، ولكن لا تقترب مني أو من عشيرتي!!!


ومن أهم المعوقات أيضاً ، هي الإستعجال المحموم عند الشعب لمحاربة الفساد .. مما سيسبب وقوع الحكومة في أخطاء كثيرة .. ونحن نعرف أن أي قضية فساد يجب أن تمر بمراحلها الدستورية التي تصل إلى سنوات .. وأنى للشعب أن ينتظر سنوات ... لقد نام الشعب على الفساد لعشرات السنين ، والآن أصبح يريد التخلص من الفساد بين ليلة وضحاها ..


ولا شك أنه فوق هذا وذاك ، لابد من توفر النوايا المخلصة والارادة والإصرار على محاربة الفساد ، وهذا ما لا نستطيع الجزم به لأننا لم ولن ندخل قلوب القائمين على ذلك .. فماذا لو تبين لاحقاً أن كل الذي سمعناه هو عبارة عن بهرجة إعلاميه لا أكثر ... ولست هنا أتهم رئيس الحكومة ، ولكن لا أستطيع الحكم عمن حوله من مساعدين ومستشارين وغيره..


لابد أولاً وأخيراً للناس من أن تنظر إلى الأمور بواقعيهة .. ولابد أن يقوم الشعب بدوره ويساند النوايا الشريفة بمحاربة الفساد .. فماذا لو إحتاج تنظيف البلد من مرض الفساد إلى عشرين سنة ؟؟ هل حسب الشعب حساباً لهذا ؟؟ دعونا أيها الأردنيون نكون على مستوى الحدث ، وأن نضع الأمور بمواضعها .. ولا نبحر كثيراً بخيالنا حتى لا نصطدم بالصخور على الشاطئ .


الفساد ليس التهاب في اللوز نعطيه مضاد حيوي وإنتهى الأمر .. نحن نحتاج أن نكرس محاربة الفساد كمنهج حياة ، حتى لا تنمو جذور الفساد أكثر .. ونحتاج لتشريعات وقوانين قابلة للحياة .. ونحتاج أن نصلح أنفسنا ، وأن نربي أولادنا على ثقافة عدم ممارسة الفساد .. أو اننا سننتظر كثيراً قبل رؤية البلد بدون فساد .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع