زاد الاردن الاخباري -
هنيئًا لنا بك، أميرَ القلوب
نحن، أبناءَ هذا الوطن، نُراقب كلَّ من يدخل حياتَنا، نُمعِن في شخصياتهم، ونلمس الجوانب التي نحب أن نراها، والتي من خلالها ننسجُ علاقاتِنا معهم. فشخصيّةُ الإنسان، وصدقُ حديثه، وصفاءُ جوهره، هي الأمورُ التي نصبو إليها جميعًا.
وأنا، كشابٍّ أردنيٍّ طَموح، وجدتُ في سموّكم، سموِّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، كلَّ تلك الصفات وأكثر. رأيتُ فيكم النقاءَ الذي يُشبه صفاءَ الماءِ العذب، والابتسامةَ التي تبعثُ النورَ في قلوبِنا، وتزرعُ فينا الأملَ، وترافقُها كلماتٌ صادقةٌ تنبعُ من القلب، تخجلُ أمامَها الحروفُ من رُقيِّها وعمقِها.
لكنَّ ما يزيدُ من محبتِنا وفخرِنا بكم هو تلك اللكنةُ الأردنيةُ القريبةُ من البيت، التي لا تعرفُ التكلّفَ ولا التَّصنُّع، بل تنبعُ من قلبٍ أصيل. كما أن احترامَكم العميقَ للناس، وذوقَكم الراقيَ في الحديث، وتعاملكم العفويَّ الممزوجَ بالهيبة، جعل منكم مثالًا حيًّا للشخصيةِ التي نحبها ونفخرُ بها، والتي تُمثّل الامتدادَ الطبيعيَّ لشِيمِ الهاشميين الكرام، منذ النشأةِ وحتى يومِنا هذا.
فوالله، لقد وجدتُ فيك، يا سموَّ الأمير، أملًا صادقًا لامسَ قلبي، وفتح لي دروبًا كانت مليئةً بالعثرات. وجدتُ فيك نورًا أنارَ لي عقلي وقلبي بعد توفيقِ الله سبحانه. وجدتك القدوةَ التي أبحثُ عنها، والمثَلَ الأعلى الذي أقتدي به، والوِسامَ الذي أضعُه على صدري بكلِّ فخر.
وإنني، رغمَ ما أكنّه من ثقةٍ راسخةٍ وعميقةٍ بسيدي جلالةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم، أجدُ ثقتي تتّسعُ وتبلغُ آفاقَها في رؤيتِك، وصفاتِك النبيلة، وحِنكتِك السياسية، وحضورِك الهادئِ المُوقّر.
أُعاهد اللهَ أولًا، ثم أُعاهدُ سيدي جلالةَ الملك، وأُعاهدُ سموَّكم، أن أبقى مخلصًا لوطني، وفيًّا لقيادتِنا الهاشمية، حريصًا على رفعةِ هذا الوطن، بما أملكُ من علم، وما اكتسبتُ من خبرة، وبكلِّ ما أستطيع أن أقدّمه من خدمة.
والله من وراء القصد