إلى كل منظمات حقوق الإنسان والطفل والسلام في هذا العالم،
أكتب إليكم اليوم وقلبي يعتصره الألم، وعيني تفيض بالدمع، وأنا أرى غزة تُباد، وأطفالها يُقتلون، ونساؤها يُرملن، وشيوخها يُهانون. أين أنتم؟ أين إنسانيتكم؟ أين ضمائركم؟
أين قوانينكم التي تتشدقون بها؟ أين مواثيقكم التي تدعون الدفاع عنها؟ أين أنتم من صرخات الأطفال الذين يستغيثون بكم؟ أين أنتم من أنين النساء اللاتي فقدن فلذات أكبادهن؟ أين أنتم من دماء الأبرياء التي تُراق كل يوم؟
هل صمتكم يعني رضاكم؟ هل تجاهلكم يعني موافقتكم؟ هل قوانينكم لا تنطبق على أطفال غزة؟ هل دماء أطفال غزة أرخص من دماء غيرهم؟
يا منظمات حقوق الإنسان، يا منظمات حماية الطفل، يا دعاة السلام، أطفال غزة ليسوا أرقاماً في إحصائياتكم، وليسوا عناوين في تقاريركم. أطفال غزة بشر، لهم الحق في الحياة، لهم الحق في الأمان، لهم الحق في الطفولة.
أطفال غزة يستغيثون بكم، ينادونكم، يصرخون بأعلى أصواتهم: أنقذونا! أوقفوا هذه المجزرة! أوقفوا هذا الظلم!
فهل من مجيب؟ هل من منقذ؟ هل من ضمير حي؟
أيها العالم، أيها الإنسان، أين أنت من غزة؟ أين أنت من أطفالها؟ أين أنت من صرخاتهم التي تخترق السماء؟
أطفال غزة ليسوا وحدهم، نحن معهم، نحن صوتهم، نحن صرختهم. ولن نسكت حتى يسمع العالم كله صرخاتهم، وحتى تتحرك ضمائركم، وحتى تتوقف هذه المجزرة.
فلتذهب قوانينكم إلى الجحيم، إذا كانت لا تحمي أطفال غزة. فلتذهب مواثيقكم إلى الجحيم، إذا كانت لا تنقذ أرواحهم. فلتذهب إنسانيتكم إلى الجحيم، إذا كانت لا ترى دماءهم.
غزة ليست وحدها، وأطفالها ليسوا وحدهم. نحن معهم، ولن نخذلهم.
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي