يغير بعض الناس مواقفهم ومبادئهم وآراءهم كما لو انهم يغيرون ملابسهم الداخلية دون وجود أي مبررات منطقية تجبرهم على ذلك سوى ادعاءهم انهم "براجماتيون" عمليون يتميزون بالمرونة في مجاراة المواقف الحياتية المتغيرة بناء على تجاربهم الحياتية الواقعية....في حين انهم ليسو سوى انتهازيون يبطنون ما لا يظهرون ويبحثون عن مكاسب شخصية دون مراعاة لدين او مبادئ أو أخلاق.
وتقوم الفلسفة "البراجماتية" على أن الحقيقة المثمرة التي يمكن الأخذ بها هي التي يثبت نجاعتها و فاعليتها من خلال التطبيق العملي والتجريبي على أرض الواقع.....ويتميز الشخص البراغماتي بالمرونة في آراءه وتصرفاته ومواقفه بحيث يغيرها أو يعدلها بناء على تجاربه الحياتية الواقعية مع الحفاظ على قدر معقول من المبادئ والأخلاق.
في حين أن "الإنتهازية" تقوم على محاولة الإستفادة الأنانية القصوى من الظروف المتاحة وتحقيق المصلحة والمكاسب الشخصية بغض النظر عن المبادئ والأخلاق أو العواقب السيئة التي قد تعود على الآخرين أو على المصلحة العامة.
والانتهازي في نظر علماء النفس, انسان خبيث في ذكائه لايردعه مبدأ أو خلق، اناني يكرس نفسه لمنافعة ومصالحه الشخصية وهو افضل من يزيف الحقائق وبخدع ويضلل الآخرين...ويرى علماء الاجتماع أن الانتهازي مجرد من اي مبدأ او عقيدة او فكرة او مذهب، ولديه القابلية للخروج عن الجماعة التي ينتمي اليها لتحقيق مصالحه الشخصية دون رادع من ضمير أو وجدان.
باختصار، يبقى البراحماتي شخصا يقدم التنازلات أحيانا، لكنه يحافظ على قدر من المبادئ والأخلاق ، في حين أن الإنتهازي هو من يبيع نفسه ودينه ومبادئه من اجل تحقيق مكاسب ومصالح شخصية ضيقة..... وما اكثر الانتهازيون في زمننا هذا ممن يحاولون التسلق على اكتاف الآخرين او اشلاءهم ليصلوا الى مبتغاهم من خلال المداهنة والتملق والنفاق والخداع والتضليل.