زاد الاردن الاخباري -
رئيس الجامعة الاردنية المحترم
تحية طيبة وبعد :
فقد اعتادت الجامعة الأردنية على إبتعاث طلاب أردنييين للدراسة في الخارج بشكل دوري ومنتظم ، وقد جرت العادة على الاعلان في الصحف الرسمية وعلى موقع الجامعة الالكتروني ، و تحديد التخصصات المطلوبة التي تنوي الجامعة ابتعاث الطلاب لدراستها ، وإعطاء فترة زمنية كافية ليتسنى للجميع تقديم الطلبات ، والمشاركة في المنافسة على أساس من المساواة والنزاهة التي تعمق روح المساواة والعدالة ، وترسخ مبادئ تكافؤ الفرص بين الجميع . إ
إن الفترة الزمنية التي كانت تعطى كانت كفيلة باتاحة الفرصة للجميع للتقديم والتنافس ، وتسمح للجامعة بمشاركة أعلى في التقديم واستقطاب الكفاءات ، وتتيح الفرصة لها بترسيخ شفافيتها المؤسساتية من خلال تعزيزروح المساواة بين جميع الأردنيين ، وتعميق مبادئ تكافؤ الفرص من خلال فتح الباب (ضمن وقت طويل وكاف ) للجميع ممن تنطبق عليهم الشروط للتقديم ، والحصول على ميزة المشاركة العادلة في مؤسسات الوطن العريقة .
لكن ما حدث في هذا العام كان مفاجئا وغريبا ، فقد طرحت الجامعة مجموعة من التخصصات التي تنوي الجامعة ارسال مجموعة من الطلاب لدراستها في الخارج , لكن المفاجئ تلك الفترة الزمنية القصيرة التي تم تحديدها للتقديم ، والتي أتصورأن كثيرا من الطلبة الأكفاء قد فاتهم الموعد دون أن ينتبهوا لهذا الاعلان بسبب سرعته وضيق المساحة الزمنية المتاحة للتقديم ، وهم الآن يندبون حظهم المتعثر لكون الحظوظ حالت بينهم وبين أمنياتهم ، فلم يعلموا عن الموعد الا بعد فوات الأوان .
وقد كنت من الكثيرين الذين فاتتهم تلك الفرصة ، وتفاجئت بعد ذلك من قصر المدة الزمنية التي طرحتها الجامعة على عكس عادتها في السنوات السابقة ، قفد تم طرح الاعلان ، ولسبب غامض ليس له علاقة بالمنطق فقد فاتني الموعد ولم أعلم به الا بعد انقضائه (شأني شأن غيري من زملائي)على الرغم أنني كنت منتظرا له منذ مدة طويلة ، أراقب وأنتظر ، ولكن عندما جاءت الفرصة غفلت عنها ، ولم أعلم الا بعد فوات المدة المحدودة ، علما أنني كمثل غيري ممن تنطبق عليهم الشروط بكاملها ، ولي فرصة كبيرة في المنافسة ، ولكنني لم أحصل على تلك الفرصة التنافسية أسوة بزملائي ، وقد لقيت من زملائي من حالهم مثل حالي .
إنني أشعر اليوم كالكثيريين من زملائي بالغبن ، وأتساءل ما دلالة تقصير تلك الفترة الزمنية وتقليصها ؟ إن النتيجة التي يمكن أن نتوصل اليها من ذلك هو توسيع دائرة الحظوظ على حساب تكثيف الفرص التنافسية واختيار الاكثر كفاءة ، إستنادا إلى روح التساوي التي نسعى الى ترسيخه في هذا الوطن الكبير ، لماذا تم تحويل بعثات دراسية التي تحتاج الى جهد اكبر في تعميق مدخل تكافؤ الفرص ورفع الكفاءة التنافسية إلى أشبه ما تكون وكأنها ضربة حظ ينالها احد المحظوظين الذي قادته أنامله إلى تصفح الموقع في تلك الفترة الذهبية التي تم الاعلان عن موعد تقديم الطلبات ... !
أليس كان من الأجدى توسيع فرص المشاركة من خلال إطالة الفترة الزمنية لضمان تعميق روح التكافؤ ، ورفع كفاءة الاختيار ، والوصول الى درجة أعلى من التنافسية ، بدلا من غض الطرف عن ذلك كله، واختطاف التنافسية خطفا ، والقبول بأقل عدد مكن من الطلبات من المحظوظين عوضا عن تبني استراتيجية المتنافسين (التنافسية) لرفع كفاءة الاختيار ، وتحقيق العدالة والمساوة بين الجميع .
إنني أدعوكم من جديد الى إعادة النظر في ذلك كله ، وفتح الفرص الحقيقية أمام الجميع على قدم المساواة ، والاعتماد على استراتيجية التنافسية الحقيقية التي تفتح المجال أمام مشاركة حقيقية أكبر من خلال إتاحة الفرصة الكافية للجميع من أجل المشاركة والمنافسة ونيل الحقوق ، بدلا من تلك الوسائل الحظوظية التي لا تستند إلى عدالة حقيقية .