في ظل التحديات الإقليمية والظروف المتقلبة التي تعصف بالمنطقة، يبقى جيشنا العربي عنوانًا صلبًا للأمن والاستقرار؛ فإلى جانب دوره في حماية الحدود، يضطلع بمهمة وطنية سامية تتمثل في صون السيادة وتعزيز وحدة الشعب الأردني خلف قيادته الهاشمية، حيث أثبتت التجارب أن هذا الجيش لا يُهزم أمام المؤامرات، ولا يتهاون مع الفتن، بل يظل الحصن الذي يتكئ عليه الوطن في اللحظات المصيرية.
لقد سجل التاريخ مواقف مشهودة للجيش العربي في صده لمخططات التفرقة والفتن، وكان دائماً في الصفوف الأولى دفاعاً عن وحدة الأردن وأمنه، ومع اشتداد محاولات التشويه والتشكيك في مؤسسات الدولة من قِبَل بعض المندسين والمغرضين، يزداد ثبات هذا الجيش ويتجلى التزامه العميق بوحدة الصف واحترافية الأداء، في وقت بات فيه الحفاظ على الاستقرار الداخلي مسؤولية تتقاسمها جميع أجهزة الدولة بتكامل تام.
إن الحادث الأخير المتمثل بسقوط طائرة مسيّرة في منطقة ماعين، أكد على جاهزية مؤسسات الدولة وفي مقدمتها القوات المسلحة والدفاع المدني، حيث تعاملوا مع الموقف بسرعة واحترافية دون تسجيل أي خسائر بشرية، وهذا الموقف وحده كفيل بتذكير الأردنيين وكل من يقيم على أرض المملكة بأن هناك من يسهر على أمنهم ويضع حياتهم وسلامتهم في صلب الأولويات، مهما كانت التحديات والظروف، والواجب على الجميع أن يقابل هذا الامر بإحترام الجيش والاجهزة الأمنية بالحب والتقدير والاحترام لا توجيه الشتائم والاتهامات لهم .
ومع كل استحقاق أمني أو ظرف طارئ، تبرز الحكمة الهاشمية في قيادة المسيرة، ويتجدد الوعي المجتمعي لدى الأردنيين بضرورة الالتفاف حول قيادتهم، ورفض كل الأصوات التي تحاول العبث باستقرارهم، لأن التماسك الشعبي ، هو سلوك راسخ يتجلى في نبذ الفتنة، وكشف المتربصين، وقطع الطريق على مروجي الشائعات الذين لا هدف لهم سوى إرباك الصف الوطني وتمزيق النسيج الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، تأتي الدعوة المتكررة من المسؤولين بضرورة اعتماد المعلومة من مصادرها الموثوقة، والابتعاد عن كل ما من شأنه تهديد الوعي المجتمعي أو إثارة البلبلة، باعتبارها صمّام أمان لحماية العقول من التضليل، وضمان أن تبقى الدولة والمجتمع محصنين ضد حملات الإرباك والتشويش التي لا تتوقف.
وفي ظل هذه الرؤية، يتقدم الجيش العربي كأحد أعمدة الدولة، عبر مهامه الدفاعية ودوره المجتمعي كقوة انضباطية أخلاقية، تقدم نموذجاً يُحتذى به في الالتزام والتضحية والتفاني فالجيش لا يحمل السلاح فقط، بل يحمل إرثاً من القيم والمبادئ التي جعلت منه صمام أمان لهذا الوطن، وسوراً منيعاً أمام كل محاولات الإضرار به.
ومع استمرار التحديات المحيطة، وتعدد أوجه الاستهداف، تبقى الحقيقة الثابتة أن الأردن ليس ساحة مفتوحة للعبث، بل دولة ذات مؤسسات راسخة، وجيش محترف، وشعب واعٍ يدرك تماماً أن المستقبل لا يُصنع بالشعارات، بل بالتكاتف والعمل واليقظة والانتماء، وهكذا يمضي الأردن بثقة نحو المستقبل، معتمداً على إرثه العريق، وعلى جيشه الذي لا يعرف التراجع، وعلى قيادته الهاشمية التي أثبتت في كل محطة أنها بوصلة الأمن وضمانة الاستقرار وعلى وحدة شعبه وحبهم لمليكهم ووطنهم.. حمى الله الأردن وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار.