أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة صالح: الرمد أصاب عيوننا!

صالح: الرمد أصاب عيوننا!

26-02-2010 11:19 PM

فقط تخيّل، للحظة واحدة، أنّك أنت والد الطفل صالح، وقد فقد ابنك عينه، بلا أدنى سبب، سوى أنه تناول شربة ماء من غرفة المعلمين، لينقضّ عليه معلّم جاء إلى أرقى مهنة في الوجود، لأنه لم يجد غيرها، بأي ثمن في الكون يمكن تعويض عين صالح!

في المقابل، تخيّل نفسك أحد معلّمي تلك المدرسة في العقبة، وقد تعرّضت مع عدد من زملائك لاعتداء بشع على يد الأهالي، ولم تجد أي جهة حكومية ترد لك كرامتك وتدافع عنك، هل سيبقى لديك درجة واحدة تتمسّك بها من قُدسية رسالة التعليم؟ وهل نلوم المعلّمين اليوم على ما نسمعه من تخبّط ولامبالاة تجاه مهنتهم!

قبل قرابة عامين، تمّ الاعتداء على معلمين في مدرسة أبو علندا بصورة وحشية، من قبل بعض الأهالي باستخدام أنابيب حديدية، وسالت دماء هؤلاء المعلمين وأهينوا على مرأى ومسمع من طلابهم، ثمّ جاء وزير التربية والتعليم حينها ليقف في الطابور الصباحي ويعلن نهاية المشكلة بـ"عطوة"، مختتماً بالقول "الصُلح خير"!

لا أملك سوى مرارة شديدة عندما أتذكر بعض هذه القصص المؤلمة الموُجعة التي مرّت علينا خلال السنوات الأخيرة وتحكي فصول رواية انهيار التعليم العام.

يا ناس؛ ما يحدث منذ سنوات يتعدّى معارك طاحنة بين المعلّمين والطلاب، وقصص مرعبة في مدارسنا، ويتجاوز مأساة التوجيهي هذه السنة، إنّه جريمة بحق التعليم، وبحق الميراث العظيم الذي وضعه من أسسوا هذه المؤسسة الرائعة وخرّجوا كفاءات ومهارات أصبحت أهم الموارد الوطنية والثروة المحلية.

تحدّث معي قبل أسابيع قليلة، كان صوته حزيناً، قال لي "أنا معلّم في المدارس الحكومية منذ سنوات طويلة، وأشاهد بأُمِّ عيني التدهور المروع، أسألكم الله أن تفتحوا هذا الملف الخطير، ليس لي مصلحة، فابني الوحيد درس ويعمل، وسأتقاعد قريباً، لكنني أبكي كل يوم، عندما أشاهد الحال التي وصل إليها التعليم الحكومي".

هذه شهادة من مئات الشهادات للخبرات التربوية والعلمية الأردنية تجمع أننا في وضع يتجاوز المشكلة إلى الكارثة تحطّ رحالها في هذه الوزارة الحيوية، التي ترسم مستقبل البلاد والأجيال المقبلة.

في السنوات الأخيرة، تمّ إهمال التعليم الحكومي، وقيمة المعلّم وصلت الحضيض اجتماعياً واقتصادياً، ما جلب الرسالة بأسرها إلى القاع، فيما بدأت الطبقية تتجذّر في مخرجات التعليم، بين "الأقل حظّاً" في التعليم والبيئة المدرسية المقلقة و"ذوي الحظ" الذين يتمكّن أهلهم من تدريسهم في القطاع الخاص، وهؤلاء فئات أيضاًَ بحسب الوضع المالي.

لقد بُنيت الدولة على قاعدة ذهبية "الإنسان أغلى ما نملك"، وبالفعل أصبح الأردني إنساناً متقدّماً عربياً، وساهمت وزارة التربية والتعليم تاريخياً بقسط وافر من هذه المهمة، فلماذا نُخرب بيوتنا بأيدينا اليوم، ونهمل بهذه الوزارة الحيوية ونتلاعب بمصيرها وسياساتها؟! لماذا انقلبت الحكومات المتتالية على تلك القاعدة، فأصبح الإنسان لديها هو المستباح، من يقرع جرس الخطر: الحريق قادم! 

يا صالح؛ هل أصاب الرمد عيوننا، فلا نشاهد مدارسنا قد وصلت إلى هنا.. الآن!

محمد أبو رمان





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع