كثيرة هي الدنانير التي تجبيها منا الحكومة شهرياً وتحت مسميات كثيرة يصعب علينا حفظها وحصرها، منها ما هو مستحق ومنها لا يعدو كونه غير مستحق .
دينار الاعتصامات لن يكون حقيقة بل هو دينار وهمي وفكرة ساقتني إليها الإنجازات الرائعة التي تحققت والمكتسبات الثمينة والتي تعتبر المولد الشرعي للحراك السلمي بكافة اشكاله السياسية والاقتصادية والمطلبية والذي حقق للآن ما عجزت عن تحقيقه حكومات ومجالس نيابية وأحزاب أعدادها بالجملة من نقلة نوعية في المشهد الأردني برمته ولعل أهم عناوينه كان الاعتراف بالفساد والبدء بمحاسبة رموزه ولو كنا ما نزال بالبدايات.
هذا الأب الرسمي للاصلاح في الأردن لم يكن ليستحق هذا اللقب بجداره لولا الكثير من التضحيات التي قدمها شباب الحراك الإصلاحي والتي قادتنا إلى هذا النضج والوعي السياسي العالي الآخذ بالتنامي والامتداد أفقياً وعامودياُ ليشمل الشعب بكافة أطيافه ومناطقه فثقافة الاعتصامات لم تعد ثقافة دخيلهة ولا ثقافة مستهجنة بل ثقافة في طريقها للتجذر لتصبح وسيلة ديمقراطية حضارية وإضافة نوعية إلى طرق التعبير الديمقراطية في الأردن وأداة فعالة لاسترداد الحقوق ورفع الظلم وإيصال الصوت.
أمواج من الاعتصامات والإضرابات المطلبية شهدناها هذا العام كانت كفيلة بتحقيق الكثير من المطالب التي مل أصحابها وعود وأكاذيب الحكومات المتتالية ولعل أبرزها كانت نقابة المعلمين وتثبيت عمال المياومة، كما وشهدنا أعداد كبيرة من اعتصامات ومسيرات الإصلاح السياسي والتي غطت أيام السنة وعمت مناطق الوطن فحقق ما حققت من الإنجازات بدءاً من إقالة الرفاعي مروراً بالإطاحة بقانون الصوت الواحد والإطاحة بحكومة البخيت وإجبار الدولة على فتح ملفات الفساد المؤصدة وتقديم قرابينها من الفاسدين كما وانتزع الحراك اعترافات رسمية كثيرة حول الأراضي المسجلة وفشل الخصخصة وتحولها إلى لصلصة وتزوير الإنتخابات 2007 و 2010 ووو...
انجازات بالجملة تتحدث عن نفسها تمت على أيدي شباب الحراك الإصلاحي الذين قدموا أنفسهم جنوداً أوفياً حقيقيون للوطن ضحوا بأوقاتهم وجهدهم ومالهم وعرضوا أنفسهم للضرب والإهانة والإتهامات دونما أن يهنوا أو يضعفوا أو يتراجعوا قيد أنملة فقد آمنوا بالحرية وبالعدالة وبالحق وبالإصلاح وبأنهم فئة منً الله عليها بالفكر الصالح والعقل الراجح وبصفة الغيرة على الوطن ورفض الظلم.
منً الله عليهم بالصبر والجلد فكان لزاماً عليهم أن يأدوا رسالتهم بكل جدية وأمانة شأنهم شأن الكثيرين من أمثالهم ممن حملوا رايات التغيير والإصلاح عبر تاريخ بشري طويل، رسالتهم أدهشت الكثيرين من أبناء الشعب الذي نشأ وتربى على أن كل شيء يقدمه لا بد و ان له مقابل ولا يوجد شيء بالمجان أو من أجل الوطن فكال الإتهامات جزافاً لهؤلاء الأبطال و لا غرابة ان كانت ثقافتنا الاردنيه حول الحركات الوطنية التي قادت التغيير في العالم عبر التاريخ ما تزال ضحلة تطغى عليها ثقافة التهليل والتطبيل والتزمير.
لهم منا كل الاحترام والتقدير و و اسبح لزاما على كل اردني دعمهم و شكرهم و تقديرهم
ولكل من يتعرض لهم بسوء أياً كان نوعه نقول:
فالتتق الله في نفسك ووطنك
ألا يكفيك نومك وتخاذلك وصمتك عن المطالبه بالاصلاح و كف يد الفساد !
ألا يكفيك جبنك وضعفك عن قول كلمة الحق!
ألا يكفيك أنك تجلس مرتاحاً وغيرك يطالب لك بحقوقك دونما أن يكلفك شيء و لا يقض عليك سباتك !
هل تخاف ان لا يسمع صوت شخيرك ؟؟
اتق الله أو أخجل على نفسك على اهلك
اتق الله و ضع مستقبل أولادك بعيداً عن جهلك