رجال الدفاع المدني فنانون لم يقرؤوا النص
ومبدعون حين تذرف الدموع ويجسد الألم
بداية من ميدان المهنة الانسانية والاجتماعية والطبية والتي تمثل الشريان اليومي لوقف نزيف
أي كارثة وتسارع الزمان في إغائة الملهوف وإعانة العاجز عندما يفقد المرء أعصابه أمام حادث او لحظة مابين الحياة والموت يظهر رجال كبريق الأمل حاملين معهم الأمل نحن معك لا تخاف نحن نساعدك نحن نحاول لا تقلق لقد أتينا مسارعين . لقد رأيتكم كيف تخترقون ألهبة النيران بخراطيم
تخمدها تحملها الأيدي الخشنة لإن قلوبكم حية وضمائركم ترجمت . ان الحياة هبة من الله تستحق ان نحافظ عليها . رأيتكم وأنتم تقدمون العون للإنسان الثواني بحياته هي الأغلى والأكثر دقة لتفصله عنا او يرحل . رأيتكم وأنتم تخرجون جثث احترقت وتفحمت بسيارة لم يطيق احدنا رائحتها
أنما أنتم تجاوزتم هذا الإنفعال مسارعة بالستر وإخراجهم بهدوء الى مرقدهم الأخير . رأيتكم عندما نقلتم والدي وهو متوفي رحمه الله بإيمان وعزيمة دموعي كانت أسرع . رأيتكم كثيرا في لحظات
البكاء والصريخ والألم ... إنكم حقيقة لا يعرفها البشر كثيرا لإننا نميل لكل موقف يسعدنا ويطربنا ويفرحنا وننسى من وقف معنا بلحظة الألم . لإن خبرة الألم يحاول الإنسان أن ينساها . فعذرا لكم
أمام الله والمجتمع . أنتم راية لتضميد الألم وتسكين الوجع أنتم راية العطاء و لاتنتظر الأخذ والثناء
أنتم فرضية أمام الإنسان الذي فقد العون من الآخرين فاثبتم عكس ذلك . أنتم إبداع لفنان لم يقرأ النص بل تواجه معه فورا فنان يعالج الألم لإنه يعرف ان الإبداع يخرج من مرارة الوجع .
حقاً أجد مجتمعاتنا قد قصرت بحقكم ونوابنا لم اسمع منهم من اهتم لشأنكم وجمعياتنا الخيرية لم تكرم خيركم ( وما جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .
وجامعاتنا تلهث وراء الإبداع أفليس ما تفعلون هو إبداع وثبات نفسي وإنفعالي في لحظة يفقد الآخرين ثباتهم ؟؟؟
وأعتب على علماء ديننا أليس رجال الدفاع المدني يغيث الملهوف ويفرج الكربة ويعين المهموم فكيف لا تتحدثون عنهم ؟؟
وأسأل أمانة العاصمة هم يخرجون بالليالي الباردة في زمهرير الليل لإنقاذ المواطن وإسعافه . فأين أنتم منهم لتحفيزهم ودفع إنجازاتهم .
أما مني فأقدم القليل من المعرفة والترشيد لرجال غابت عنهم الكاميرا فأقول :
رجال لهم الدور الكبير في انقاذ المرضى والمصابين علاوة على ان الإصابات والأمراض تحدث بمعدل كبير جدا وهذا يستوجب الاستعداد والقدرة على مواجهتها في حالة حدوثها. وبذل كافة الجهود الممكنة لضمان ان مقدمي خدمات الإسعافات الأولية في الدفاع المدني العاملين في المملكة الاردنية الهاشمية يملكون المهارة والمعرفة والتدريب اللازم للمهام التي يؤدونها عبر افضل معايير التدريب والتأهيل.
ترشيد الطلاب والطالبات عن طريق التدريب من خلال الدفاع المدني :
الوعي لدى الطلبة والطالبات في المدارس خاصة عن الإسعافات الأولية وتطبيقاتها والتدريب عليها عبر مناهج مبسطة ومناسبة واستغلال فترات النشاط والمعارض المدرسية في التدريب والتطبيق العملي . وفيما يخص زيادة الوعي لدى عامة الناس فإن الواقع يحتم علينا تكثيف التوعية مع التدريب للعامة عن الإسعافات الأولية والتعامل مع الحوادث المرورية والمنزلية والرفع من مستوى حسن التصرف والإجراءات الأولية لحين وصول سيارة الاسعاف، حيث يعتبر التدريب من اهم العناصر اللازمة لتنمية المجتمع، ولا تكفي مجرد النوايا الحسنة والأفكار الجيدة لتقديم الخدمات اللازمة للناس عندما يحتاجونها.
مجتمعات طبقت تقديم التدريب للإسعافات الإولية في شرائحها الواسعة :
كشفت دراسة أن 95% من النرويجيين تلقوا تدريبات على تقديم الإسعافات الأولية، ما يجعلها تقود المجموعة الأوروبية. وأضافت الدراسة أن ستة في المائة بأسبانيا يعرفون فقط المهارات بينما في بريطانيا يدرك خمسة في المائة من السكان أساليب إنقاذ الحياة، وفي هولندا حصل اثنان في المائة على تدريب تقديم الإسعافات الأولية.
وأوضحت الدراسة أن ألمانيا والنمسا مجتمعتين جاءتا في المرتبة الثانية بنسبة 85% ، وجاءت أيسلندا في المرتبة الثالثة بنسبة 75%، وأن نصف سكان السويد يعرفون الإسعافات الأولية و 40 % من الفرنسيين تلقوا على تقديمها. فأين نحن يا عرب من هذه الخبرة ؟؟؟؟؟
مهنة حديثة تفتقدها المجتمعات الآن وخاصة الكوارث البيئية والطبيعية والصناعية تتسارع ألا وهي طب الطواريء
فمن خلال الأبحاث المعنية فطب الطواريء وتدريب الطلبة على الإسعافات الأولية \" يفتقده المجتمع أوقات الأحداث والأزمات الطارئة .
يعتبر طب الطوارئ من اكثر المهن التي يحتاجها المجتمع، والتي قد يصعب ايجاد المتخصصين فيها لعدم الاهتمام بها سابقاً وحاجة المجتمعات الحديثة اليها في ظل كثرة الحوادث وتنوعها، كما تعتبر الاسعافات الاولية ومعلوماتها وتطبيقاتها ذات اهمية كبرى في اللحظات الحاسمة في الحوادث بانواعها المرورية والمنزلية والمدرسية وغيرها. هذا التخصص -طب الطواري- لا يتجاوز عمره 30 سنة في أمريكا الشمالية ومن التخصصات النادرة جدآ ومهمته الأساسية هي تقديم الرعاية الطبية الطارئة خارج المستشفى. حيث انه مؤهل للقيام بالفحص الطبي والتشخيص والعلاج ولديه القدرة لإعطاء اكثر من 40دواء للامراض الطارئة كما يستطيع اجراء بعض العمليات السريعة لانقاذ المصابين في مواقع الاصابة واثناء النقل، وأيضا تشتمل الخدمات التي يقدمها على التعليم العام والتطوير الصحي والمشاركة في برامج منع الإصابات والأمراض في المجتمع. وهو يعتبر ايضا حلقة هامة في سلسلة الرعاية المتصلة. كما يعمل كحلقة وصل بين العديد من الموارد الصحية وحارس لنظام الرعاية الصحية. علاوة على ذلك فإن المسعفين يقدمون دائما الاستشارات للمرضى ويحرصون على ضمان ان المريض يتلقى افضل رعاية ممكنة - بدون اعتبار لقدرة المريض على الدفع او حالة التأمين الخاصة به. حفظاكم الله كما حفظتم غيركم .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
wafaaza@gmail.com