كانوا يغتابونه قبل دخوله بدقائق ،يتذمرون منه ، ويستذكرون سلوكه فوق صهوة مناصبه بمنتهى الحنق والغضب.
وفور ولوجه باب القاعة التزم الجميع الصمت، جلسوا على مقاعدهم بكل هدوء وابتسموا له ابتسامة المحبّين..انهى كلمته التي أعدها له مدير مكتبه العتيد ..فصفّق له الجمهور بحرارة ، وقف شاب متحمس ، انتقد المحاضر وفنّد كل أقواله وأبطلها بالوثائق والبراهين..فصفّق الجمهور للشاب المتحمس..فرد المحاضر على الشاب بتشنج وتحدٍ..فصفّق الجمهور للمحاضر المتشنج..وقف رجل آخر..أيد ما قاله الشاب وأضاف عليه..فصفق الجمهور للرجل الآخر..وقف أحد المحسوبين على المحاضر وخالف برأيه الرجل الآخر..فصفق الجمهور(للمحسوب)..تجرأ ستيني وانتقد المحاضر وأثنى على الشاب والرجل الاخر..فصفق الجمهور للرجل الستيني..تدخل عريف الحفل لتنظيم الآراء وتشذيبها..فصفق الجمهور لعريف الحفل..مر من خلف القاعة بكم (يبتاع العتق) فصفق الجمهور للبكم ..وقفت سيدة وزغردت للضيف في محاولة لإعادة الجمهور للأجواء..فصفق الجمهور للسيدة..اعترض آخر على اطلاق الزغاريد في المحاضرة..فصفق الجمهور للمعترض..في نهاية المحاضرة صفق المحاضر.. لجمهور ينقسم بالرأي.. لكنه يتوحد بالتصفيق..
أحمد حســن الزعبــــــي