زاد الاردن الاخباري -
شهدت أسعار مادة السكر في الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية انخفاضا ملحوظا في اسعارها, بنسبة بلغت في الأسواق المحلية من 6 إلى 7 بالمئة الذي أرجعه مستوردون إلى إلغاء بعض الدول مناقصات عالمية لاستيراد السكر مما أدى الى هذا الانخفاض الذي انعكس على الأسواق المحلية, ضمن تأملات باستمرار الانخفاض ورجوع الأسعار إلى ما كانت عليه قبل أعوام بعد ان شهدت معدلات البيع انتعاشا على المستوى الاستهلاكي وهو ما حدث بالفعل في الأسابيع الماضية حيث بلغ سعر الجملة 58 قرشا للكيلو السكر الواحد (الحلل).
وكانت أسعار السكر قد سجلت ارتفاعا عالميا خلال الفترة الماضية, ليصل سعر الطن إلى نحو 800 دولار وذلك بسبب توسع الصناديق الاستثمارية في المضاربة على أسعار المنتجات الغذائية بصفة عامة.
ويأتي هذا التراجع بعد أن عرفت الأسعار ارتفاعا مضطردا وبلوغها مستوى قياسيا, نظرا لانخفاض الإنتاج الهندي والبرازيلي, مما أدى إلى ضغط كبير على السوق وانخفاض الأسعار
وبين نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق ان المصدر عندما يتحول إلى مستورد نتيجة نقص المحاصيل يفتح المجال أمام مضاربات البورصات العالمية مشيرا ان السكر مرتبط ببورصة لندن تحديدا والتي تظهر على شاشاتها أسعار السكر الأبيض الذي يستورده تجار أردنيون, مشيرا ان سوق المواد الغذائية اجمالا تعيش فترة ركود هذه الأيام وغيابا للقوة الشرائية.
وأشار توفيق أن المستوردين سيتأثرون بمتغيرات البورصة إذا استمر هذا الانخفاض على مدى الأيام المقبلة وانه بالنسبة لتجار التجزئة فان التأثر يتأخر أحيانا لاعتماد ذلك على ما يتوفر لديهم من مخزون موضحا ان أسعار السكر محليا تباع بأقل من تكلفتها بنحو 15 بالمئة نظرا لحالة المنافسة والركود التي تعاني منها الأسواق, مضيفا انه رغم انخفاض الأسعار في السوق المحلية والأسواق العالمية إلا أنه لا يوجد أي نقص في مادة السكر الأبيض نظرا إلى تنوع مصادر استيراد السكر بالنسبة للمملكة وعدم اعتمادها على جهة منتجة واحدة, في مقدمتها السكر البرازيلي فالتايلاندي, ثم الهندي, علاوة على الاستيراد من الإمارات والسعودية ودول الاتحاد الأوروبي مما يدل دائما على توفر مادة سكر.
التاجر يوسف نادر بين بدوره أن انخفاض سعر السوق بصورة معتبرة, يؤث¯ر إيجابا على مستوى سعر الجملة والتجزئة في الأسواق المحلية, إذ أن سعر الجملة حاليا يقدر ب¯ 580 دينارا لل¯طن و58 قرشا للكيلوغرام, مؤكدا ايضا أن مادة السكر مرتبطة بالبورصة العالمية التي تشهد تذبذبا واضحا نتيجة الارتفاع والهبوط مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار أو ارتفاعها. وتمنى ان تعود أسعار المواد الغذائية جميعها إلى وضعها الطبيعي خاصة المواد الأساسية والمستهلكة لأن ارتفاع الأسعار سبب اضرارا لكثير من فئات المجتمع..
وبين عضو غرفة تجارة عمان رياض الصيفي ان انخفاض العقود الآجلة للسكر الخام وصعود الدولار الأمريكي بنسبة 16 بالمئة وضعف أسعار النفط الخام ومقاطعة مناقصات الشراء من قبل باكستان ومصر واكتفاءهم بالمخزون الداخلي أسهم كثيرا بالانخفاض الملحوظ لمادة السكر الأبيض, مشيرا ان الدول المصدرة للسكر تشهد ركودا واضحا بالكميات الموجودة الذي ادى بالشركات المصدرة للسكر إلى تخفيض أسعارها, حتى لا يؤدي ذلك إلى ضعف في السيولة وانعكاسه على السوق.
وأضاف الصيفي ان أسباب الانخفاض ترجع إلى نمو الوعي الاستهلاكي لدى عدد كبير من المستهلكين الذي أثر في تراجع السلع, إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت بعد ذلك على أغلب السلع الغذائية, وما لحقها من تراجع في أسعار النفط.