ان اهم ما يؤرق الشعب الاردني حوادث السير التي اودت بحياة الكثيرين من ابناءنا وفلذات اكبادنا وهم في عمر الزهور ومنهم من حرمته العيش بخير وسلام وتركت له اعاقات ستلازمه طول حياته وتبقي اهله بهموم دائمة .
اكتب عن هذا الموضوع في هذه الايام الماطرة لما نراه جميعا من تجاوز واعتداء على حقوق المواطن والطريق فلكل منهما حقه الذي يجب ان يصان بكل امانة فمن منا لايعرف حق الطريق وهو احترام انظمة وقوانين السير والتقيد بها ومن امثلتها الالتزام بالسرعة المقررة وعدم التجاوز الخاطئ وعدم التهور والغرور اثناء القيادة واحترام الاشارات الضوئية لان التجارب اثبتت ان تجاوز الاشارة الحمراء من اهم اسباب حوادث السير القاتلة وغيرها اما حق المواطن فهو صيانة حياته وعدم تعريضها الى خطر ما بسبب الاعتداء على حقوق الطريق ويجب عليه التقيد بالاشارات والعبور من الاماكن المخصصة لهم واستخدام الجسور والانفاق المخصصة لهذا الغرض والتأني في قرارالعبور الى الجهة الثانية من الشارع دون عجالة حتى لا يتفاجأ سائق المركبة به فيحدث ما لايحمد عقباه .
ان الكلمات اعلاه لم اكن اول من نطق بها فوسائل الاعلام المختلفة وكتاب ومختصون لم يوفروا جهدا ووقتا الا وتحدثوا بها وابدعوا بها ولن يصابوا بالكلل اوالملل من التكرار لكن نرى في بعض الاوقات ان كل هذا الكلام عند البعض عبارة عن هباءا منثورا لا يغني ولا يسمن من جوع والبعض و يضعوا في اذن طين وفي الاخرى عجين وكما قالت الدراسات ان المواطن الاردني تختلف شخصيته خلف المقود ويشعر بالغرور وعدم التسامح مع مستعملي الطريق الاخرين سواءا سواقا او مشاة ويحاول البعض ان يثبت قوة شخصيته بسرعة القبادة والحركات الجنونية والبعض الاخر طيشا واستهتارا وولدنة وزعرنة .
اردننا الذي ننتمي اليه عزيز علينا عظيم بقيادته وشعبه لا يجب ان نسمح بتعكيره او الاساءة اليه و نتفرغ لاشياء اهم واكبر بكثير من حوادث السير والتي تجاوزتها كثير من الدول وشكلت فيها نسبة لاتكاد تذكر مع العلم ان تعداد سكانهم اضعافا مما نحن عليه وهذا ما يسمى بثقافة استعمال الطريق والتي ميزت هذه الشعوب عن غيرها فمن اوروبا الى اليابان الى الصين وامريكا وغيرها بينما لازلنا ندفع ضحايا كما لو كنا في ساحة حرب وحتى الحروب لها نهاية وحرب الطرقات في بلدنا ليس لها نهاية مع العلم ان ثروة الاردن هي الثروة البشرية فكم كنا نتمنى ان نعيش يوما بلا حوادث وبلا منغصات فلا يجب ان تكون العقوبات والمخالفات هي لغة التخاطب بين رجال الامن العام والمواطن .
الحوادث فعلا هما يجب ان ننتهي منه ويجب ان لايظن البعض منا ان التقيد بالقوانين والانظمة هو نقطة ضعف او مذلة عليه بل يجب ان نتفاخر بهذا السلوك القويم والوطني الصحيح وفيه تعبير عن المواطنه الحقيقية واحتراما لمواطنة الاخرين فكلنا نعيش في بلد ابو الحسين بلد الامن والامان والذي يتمنى كثيرمن الناس في بلاد اخرى ان تكون له قيادة حكيمة لما لها من حضور شعبي ومحبة في قلوب الاردنيين .
اقترح على وزارة الداخلية ومديرية الامن العام ممثلا بمعالي الوزير وعطوفة مدير الامن العام تخصيص يوما تحت عنوان ( يوما بلا دفتر مخالفات ) ولتكن الية العمل بهذا اليوم هي النصح والارشاد والتوجيه مع الالتزام بقوانين السير ولنرى مدى استجابة المواطن لهذا الاسلوب حتى لايشعر البعض بان ادارة السيرهي العصا الغليظة والمخالفات هي اسلوب جباية لا ردع ولتكن تجربة فريدة فاذا كتب لها النجاح فستكون نقطة بداية لثقافة وتوعية مرورية وطنية نسعى الى تحقيقها جميعا كل في موقعه .
نحيي قيادتنا الهاشمية وعميدهم ابا الحسين وولي عهده الامين ولنقف احتراما لرجال الامن العام العين الساهرة ولتكن ايدينا بايديهم في سبيل الدفاع عن هذا البلد وشعبه الطيب الكريم الذي استمد هذه الصفات من قيادته التي نعتز بها دوما وابدا في كل زمان ومكان .
المهندس رابح بكر
ناشط في الحد من حوادث السير
عضو الجمعية الاردنية للوقاية من حوادث الطرق
باحث في امور التامين