..لا يسمع بعرس متواضع الا ويقبل عليه بكل ما أوتي من حماس ، يحييه وينصره ويعلي صوته حتى تسمع به القرية كلها..يضع البشكير على رقبته ويقود الدبكة برجولة وانضباط وكأنه شقيق العريس ، يوجّه الصبية الصغار بتوزيع الشاي على المعازيم ، ويأمر آخرين بلم الأكواب الفارغة ..كما يتدخل في عمل (دقاق الشبيبة) لمصلحة العرس..و(يمون) على المطرب الشعبي بتوجيه التحية لثلة من الزعران الواقفين بزاوية معتمة ، ليمتصّهم ويتجنب شرورهم...وعند بدء مراسيم الحنّاء..يجلس القرفصاء قبالة العريس ويقوم بدلك الخنصر بالحناء وربط الخيط..ثم التبرع بحمله على ظهره والرقص به امام الحضور وأهله..دون ان يحظى بأغنية واحدة أو زغرودة تفلت من ام العريس تكافئه على جهوده العظيمة..ومع ذلك لا يكل ولا يمل ولا يحبط..
في اليوم التالي يتقمص دور (مايسترو) توزيع المناسف..يوجه الشباب أقارب العريس على الطاولات، يمارس دوره في التشريب على المعازيم..واقتطاع (الألسنة) من رؤوس الذبايح وإهدائها لكبار الضيوف، و(الفتّ) منقطع النظير للحاضرين مهما قل أو كبر شأنهم..وقليلاً ما كان يقابل بكلمة (عشت) تلفظ ممزوجة برائحة اللحم و اللبن من (شدوق) مكتنزة ..وفي نهاية العرس يخلع (البشكير) عن رقبته..يعيده لأصحابه..ويعود الى بيته ، منهكاً من التعب ،منكمشاً من الجوع....
***
المواطن مثل مستر (عشت)..شاعر مع كل الناس وما حدا شاعر فيه.
ahmedalzoubi@hotmail.com