رؤوساء الطاولة المستديرة
بقلم / الدكتور حسام العبداللات
أعتقد أنني لم أكن الوحيد من الشعب الاردني الذي صُدم عندما رأى الملك جالساً مع فرسان الطاولة المستديرة ، ليتحدث الملك مع رؤوساء الوزارات السابقين حول التحديات التي تواجه الاردن ، ولمناقشة خطط وبرامج الاصلاح السياسي والاقتصادي ، والسؤال ماذا يُفهم من هذا اللقاء ؟
الذي يفهم من هذا اللقاء ، أن القصر يريد أن يوصل الى الشعب رسالة واضحة وصريحة وهي أيها الشعب لا تتأمل يوما أن يُحاكم بعض هؤلاء بقضايا فساد ، لذا عليكم أيها الشعب ومن خلفكم الاعلام الحر أن تنهوا الحديث عن الفساد ومحاسبة الفاسدين ، وخاصة الحديث عن فساد فرسان الطاولة المستديرة ، لأن الملك لا يناقش الاصلاح مع فاسدين .
ولكن من يجيب الشعب عن تساؤلاته ؟ إن لم يكن هؤلاء أو بعضهم سبب الفساد والأفساد فمن تراه يكون ؟ إذا لم يكن هؤلاء سبب ارتفاع المديونية الى ( 18 ) مليار دولار فمن تراه يكون ؟ اذا لم يكن في عهد هؤلاء بيعت مؤسسات الوطن بثمن بخس فبعهد من تراه يكون ؟ إذا لم يكن في عهد هؤلاء زورت الانتخابات فبعهد من تراه يكون ؟ اذا لم يكن بعض هؤلاء السبب الرئيس للحراك والفوضى التي يعيشها الاردن ترى من هم المسؤولين ؟ إذا لم يكن بعض هؤلاء الأكثر كرها من قبل الشعب فمن تراه يكون ؟ إذا لم يكن هؤلاء تجسيدا لفساد التوريث السياسي فمن تراه يكون ؟ اذا لم يكن هؤلاء من أرسلنا الى المجهول فمن تراه يكون ؟؟؟ .
لقد كان لقاء هؤلاء خطأ كبيرأً وقع به القصر ، لأن الشعب ينتظر أن يُحاسب ويُحاكم بعض هؤلاء أو أن يتم تبرئتهم بشكل صريح قبل أن يتشرفوا بلقاء الملك ، نتمنى أن يعلن الديوان الملكي أن هذا اللقاء كان عبارة عن مشاركة في برنامج الكاميرة الخفية .
hussamabc@yahoo.com