"حلويات الرينبو" محل عريق يشكو هجرة الزبائن بسبب ارتفاع الأسعار وتبليط الشارع

زاد الاردن الاخباري -

عمّان- "نفتح أبواب المحل مع إشراقة شمس كل صباح لا للربح، ولكن للحفاظ على تاريخ المكان وتراثه العريق والشهرة التي اكتسبها طوال تلك السنين"، ذلك ما يقوله أبو تامر ابن صاحب محل "الرينبو للحلويات".

يقبع محل "الرينبو للحلويات" العريق في منتصف شارع الرينبو، الذي يشكل امتداداً للدوار الأول، منذ ما يقارب الأربعين عاماً، عندما أسسه الحاج محمد وحيد البسطامي.

يشير أبو تامر، ابن صحاب المحل الأصلي والذي يعمل مع والده منذ كان عمره 12 سنة، إلى أن هذه المهنة متوارثة؛ إذ كان جده لوالده يملك محلاً للحلويات في نابلس، بينما جده لأمه كان يملك محلاً في وسط البلد، في حين أسس والده محلاً للحلويات في وسط البلد، قبل أن ينتقل إلى المحل الحالي الموجود في شارع الرينبو.

ويقول أبو تامر إن أرباح المحل كانت أفضل في السابق؛ نتيجة الأسعار المنخفضة لجميع الكلف مثل السكر والطحين والتمر المستخدمة في الحلويات، إضافة إلى سعر اسطوانة الغاز الذي لم يكن يتجاوز الدينارين.

ابو ثائر، الذي يعمل في المحل من 12 عاما، وكان يعمل بالحلويات  في نابلس قبل قدومه إلى عمان، يقول إن الاختلاف بين الحلويات في عمان والحلويات في نابلس يتمثل بنوعية الطحين والماء مع محاولة وضع السمن البلدي واستخدام نوعية الجبن ذاتها التي يتم استخدامها في نابلس للإبقاء على الطعم نفسه.

ويبيّن أبو ثائر أن أوقية الكنافة كانت بـ 8 قروش، فيما باتت تتراوح حالياً بين 1-1.25 دينار، في حين اختلفت أسعار "الغريبة المحمصة" و"الكعك المحشو بالتمر" اللذين يشتهر بهما المحل، من 1.5 دينار في السابق، إلى 5 دنانير في الوقت الحالي.

ويضيف أن المحل لا يبيع الكنافة "بسطة" إلا من خلال التواصي، إذ يكلف الكيلو للزبون 5 دنانير، علماً بأنه لا يربح ولكن من أجل إبقاء الطلب على المحل، فيما يقدم المحل "مبرومة القشطة، والبصمة بجوز، والبقلاوة بجميع أصنافها".

ويلفت أبو تامر إلى وجود 3 موظفين يعملون لديه حاليا، وتبلغ تكلفة رواتبهم نحو 700 دينار، فيما يحصل هو على نحو 200 دينار شهرياً، مبيناً انخفاض المبيعات بشكل كبير منذ قامت الأمانة بتبليط الشارع، حيث اقتصر على السياحة والجلوس في المقاهي والسهرات فقط.

وكانت أمانة عمان الكبرى عملت على إعادة تأهيل شارع الرينبو خلال العام 2008، من خلال تبليط أجزاء كبيرة منه باستخدام الحجر البازلتي الذي يسهم في إبطاء سرعة المركبات وإعادة تأهيل الأرصفة وتبليطها، بالإضافة إلى توفير خطوط تصريف مياه الأمطار، كما تم تبليط شارع فوزي معلوف المعروف بسوق جارا ليصبح للمشاة فقط.

ويبلغ سعر تنكة الجبنة 55 ديناراً والتي تزن 11 كيلو، وتنخفض إلى 9 كيلو بعد عملية غليها وإزالة الملح عنها، فيما يبلغ سعر اسطوانة الغاز نحو 6.5 دينار إثر تحرير المحروقات في المملكة منذ شهر شباط (فبراير) 2008، في حين كانت نية الحكومة تتجه إلى رفع الدعم الجزئي الذي تقدمه، ليرتفع سعر اسطوانة الغاز بداية من نيسان (أبريل) المقبل.

ويذكر أبو تامر أن كثيرا من الزبائن القدماء ما يزالون يترددون على المحل، خصوصا في موسم الأعياد، فيما تحول الأوضاع الاقتصادية الحالية دون أي طلب كبير على الحلويات، في الوقت الذي يبدي فيه أبو تامر استعداداً لتلبية طلبات المناسبات كافة، كالأعراس والنجاح.

وكانت أسعار الحلويات ارتفعت خلال العام 2008، وذلك بعد ارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي انعكس على أسعار مختلف السلع والخدمات بشكل كبير.

mohammad.khraisat@alghad.jo

محمد عاكف خريسات - الغد