حبيب جاء على فاقة

وا شوقاه.. رسول الله.. وا شوقاه.. حبيب الله.. نغمات تعزفها شرايين القلب و تردد صداها جوانح الروح.. من نفس ضاقت بسلاسل الدنيا و أغلال الذنوب .. وتاقت واشتاقت لرحائب الفضا وسحائب السما وموعد اللقا على الحوض مع المحبوب.. فيا ترى متى يكون اللقا و النقا  والروا؟!

     كل عام في مثل هذه الليالي تهب علينا نسائم الصبا تذكرنا بميلاد أمة، بل ميلاد البشرية التي ذوت يومها وانحطت إلى الحضيض، واليوم هي هي، البشرية كلها بحاجة إلى ميلاد جديد، بعد أن انقلبت على أعقابها إلى حضيض الحضيض وارتدت إلى أسفل سافلين، فما أحوجنا إلى استجماع كل قوانا وجوارحنا وجوانحنا واستنفار كل إمكانياتنا لنجعل من ذكرى ميلاد سيد البشر ميلادا للحياة!

     و صدق أبو الجود منشد المدائح و الجهاديات بقوله:

ميلاد أحمــــــــــــد للحياة حياة     فالأرض ظمأى و الحبيب فرات

     كنت أتمنى أن يحظى احتفالنا بميلاد شفيعنا يوم القيامة بما يحظى به احتفال بعضنا بالقديس فالنتاين الصليبي الوثني الذي أنفقت له عمان مليوني دينار فقط من الورود الحمراء!

     كنت أتمنى أن تتحول الاحتفالات الدينية الرسمية الجامدة التي يصطف فيها الرسميون كأنهم في مأتم إلى عرس شعبي و رسمي يوازي احتفالنا بالفوز بمباراة كرة قدم!

     كنت أتمنى أن أرى العالم الصادق الصادع بكلمة الحق المفتي "السابق" فضيلة الشيخ نوح القضاة متقدما للصفوف حاملا لراية الولاء والانتماء لسيد الهاشميين مولاي محمد بن عبد الله خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم و لهذا الوطن المقدس أرض الحشد والرباط حمى الهاشميين الأبرار! ولكن لا ضير أيها الإمام الجليل، فأكفك البيضاء الطاهرة التي رفضت "سيداو" تشتاق لمصافحة سيد البشر على الحوض و السقيا من يده الشريفة فيما يقول الرسول الكريم للذين غيروا و بدلوا "سحقا سحقا"!

     كنت أتمنى في مولدك أيها الهادي صلوات الله وسلامه عليك أن يكون المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي -وهما أمانة في عهدة الهاشميين ورثة الرسالة المحمدية- محررين مطهرين عزيزين غير مكسورين ولا باكيين ولا مهددين بعد أيام بالإزالة والاجتياح! ولكن لا ضير، فلعل مسجدك الأقصى ومسراك المطهر ومعراجك المفدى يأبى إلا أن يتقدمنا بالتضحية من دماء حجارته المقدسة و غبار تربته العتيقة، ليعلن ميلادا آخر لأمتك كي نحتفل بذكرى مولدك في العام القادم وقد بعثنا من جديد.

      

        المهندس هشام خريسات

hishamkhraisat.gmail.com