أمس تذكرت ابو بدر في مسلسل باب الحارة وضحكت من أعماقي ، وتذكرت كيف أن زوجته \"فوزية\" كانت تعامله تعاملا يفقده رجولته وعنفوانه ، وكيف كان يخاف كل الخوف من زوجته ، ويحسب لها ألف حساب ، وتذكرت عباراته وحركاته كلها ولشدة ما ضحكت عندما تذكرت خوفه من معتز / أو العز أيضا .
الدور الذي يقوم به أبو بدر دور في أساسه مضحك ناهيك عن الشكل والمكياج الذي اكتسى قالب \"الكركتر\" لدى الممثل ليكون \"أبو بدر\" ذلك الرجل العديم الشخصية المغلوب على امره امام زوجته المتسلطة والتي تنفرد في مسك زمام الامور .
لكني بصراحة توقفت قليلا عند وجود هذه الشخصية في هذا المسلسل الحماسي والثوري ، وفيما اذا كان الهدف هو اضحاك المشاهد فقط لا غير أم ان الأمر ياخذ بعدا ابعد واعمق من ذلك .
بالنتيجة خرجت بتصوير واحد ، ويكفي أنني اقتنعت به ولو لوهلة ، لقد خرجت بتحليل مفاده ، ان هذا المسلسل يعالج زمنا دارت عليه السنين وولت ، حتى اصبح من الذكريات أو الأحلام أو ربما الخيال احيانا ، لذا قام المخرج بادراج \"كركتر\" ابو بدر حتى لا نبتعد كثيرا عن واقعنا الذي بتنا فيه ، وننجر الى زمن لن يعود أبدا .
فطبيعة حياة ابو بدر لا تختلف عن حياة كثير من الشعوب التي تتعامل معها حكوماتها تعامل فوزية \" لزوجها \" ابوبدر\" . حتى غدا أبو بدر في عالمنا مثله مثايل بالاسم زوج وبالاسم ايضا شعب .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com