في عام 1946 م كانت هناك اتفاقية بين المملكة الأردنية الهاشمية و الضباط الانجليز لبقائهم في قياداتهم وتدريب الجيش الاردني ... ولكن الذي حدث ان الضباط الانجليز كانوا يعملون على طمس أي شخص يظهر عليه بوادر الفطنة والذكاء ... ومحاولة جعلهم افرادا في الجيش الاردني دون ترفيع أي جندي منهم الى مرتبة ضابط في الجيش ...
ولكن الشعب الاردني عرف عنه انه شعب حر أصيل صاحب كرامة لا يقبل ان يكون مسيرا من غيره ... وعلى هذا كان ذلك اليوم المشهود في الاول من أذار من عام 1956 عندما قرر صقر بني هاشم المغفور له بإذنه تعالى بالتنسيق مع حركة الضباط الأحرار الأردنيين بإعفاء قائد الجيش العربي وهو الضابط الإنجليزي \"غلوب باشا\" من منصبه إضافة إلى إعفاء كافة الضباط الإنجليز ... هذا القرار الذي كان له وقعة كبيرة على بعض الدول ومن ناحية كان له وقعة مفرحة على كل الشعب الاردني .....
و جاء قرار تعريب قيادة الجيش العربي تجسيدا لطموحات الأمة في بناء دولة قوية بسواعد أبنائها الشرفاء الذي يخلصون لهذا البلد من كل قلبهم ويحبونه كــ حبهم لأبنائهم وفلذة أكبادهم ... وهذا الذي حدث ... حيث تسلم ابناء الوطن قيادة الجيش وعملوا على تدريبه وتجهيزه بقدر استطاعتهم وتم تكريم القراء فيهم بحيث يلتحقون بدورات لـ يتم بعد ذلك ترفيعهم الى ضباط احرار في الجيش العربي ... وتم إنشاء الكلية العسكرية لتقوم بهذه المهمة ومن بعدها تم إنشاء جامعة عسكرية متخصصة لهذا الشأن ..
بالعودة الى ذلك اليوم المشهود الذي تم فيه تعريب قيادة الجيش المصطفوي الهاشمي كان قرار التعريب فاتحة خير لأمة العرب لتنهض من سبات طويل وتبعية تعددت أشكالها، ففي هذا اليوم كان بالنسبة للوطن عرسا مفرحا لكل من فهم مغزى هذا التعريب الذي اخرج الوطن من تبعية الى معلمة للأجيال وللجيران ...
نعم هذا يوم عزيز علينا وعلى كل اردني علم أن الوطن يبنى بسواعد أبنائه النشامى ... حفظ الله الوطن ومليكه وشعبه وقاطنيه ....
الشيخ محمد عايد الهدبان