أيها الناهض من نومك , تحمدُ ربك على نعمة التوحيد , تدعوه من لدنه التوفيق , تنشرعلى الدنيا نظراتك الباحثةُ عن التجديد, تطالع أولادك النيام , تُقبلهم بكلمات الحب وأُمنيات الامل في الخير على الدوام , هذه صاحبةُ بيتك , شريكةُ عمرك , و رفيقةُ دربك , تُقبلك بإبتسامة القناعة , وفرح اللقاء , تنثرون في كل أرجاء البيت صباح الخير , يا رزاقُ يا كريم , يا فتاحُ يا عليم.
يُقبلون عليك , وعلي يديك ينكبون مُقَبلون , تطالعهم وهم الى خير العمل يسعون , وفي صلواتهم بكل الرجاء والأمل لك يدعون , اللهم وفق أبتاه , اللهم إحميه من شرور الناس وجنبه العثرات , يرتدون ملابسهم , يقفون أمامك , عيون مُمتلئةٌ إشراقة وسعادة , تجلس ملكا بين رعيته , صمتك يبوحُ لهم بحبك , هدوئك يُعطيهم الثقة والقوة, وهي هنالك تمسح على رؤوسهم , تُذكرهم بدروسهم , تُناظرك بإختلاس , وحزنٌ يكاد من وجدانها يصرخ : يا ربنا , يا معيلنا , يا تاجٌ فوق رؤسنا : قف على قدميك , وارفع الى العزيز عينيك , وقل في سرك وعلنك ربي:إني أرتجيك.
وذلك الصغير , يستعد الى المدرسة ليسير , لكنه لا يعرف المجاملة والتدبير,
ولا يعرف أن الصمت أبلغ بعض الأحيان كثير,
يقف في وسط الدار , وبلغة الشطار , ينادي أمه وأباه بكل افتخار : أين الافــطـــار ؟ البارحة قلتم : غداً , وقبلها قلتم : غداً , متى يا ناسُ يأتي هذا الغدُ؟
بني حبيبي : لا يوجد خبزاً , اعذرني , ولكن غداً هو يوم الإفطار.
صوت ينسل في أرجاء البيت , يهز الجدران , ويزلزل الارض والانسان , أيها الشعب الفسقان :
كيف تحرمون هذا الطفل البريء من الإفطار؟ كيف تَدعون أنه لا يوجد لديكم خبزاً ؟ كيف ستتركونه يذهب الى المدرسة والمعدةُ تعزفُ لحن الجوع؟ ويحكم وألف ويح لكم , أجلسوه وأكرموه , وإن لم تقدروا على رغيف الخبز تشتروه , ولو حتى بالدَين تحضروه , فهذا هو الحل أمامكم له قدموه , وكفاكم خذلاناً وكسلاً , ما بكم ؟ أطعموه بسكويتاً .
يا ربُ البيت والاسرة : إذهب الى حيث كتبَ لكَ صاحبُ القُُدرة , وتزود فإن خير الزاد التقوى.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
لا تـقـولـوا هـذا تشـاؤماً , لا تـقـولـوا هـذا تحريضاً , بـل هـو والله تـفـاؤلاً وتـذكـيـراً:
أنـنـا نـعـلـم , أنـنـا نعي , أنـنـا نـدرك
فـأحـذرونـا ولا تـهـمـلـونـا.
حازم عواد المجالي
مـجـمـوعـة
في الاردن كلنا شركاء
http://www.facebook.com/event.php?eid=332871818433#!/group.php?gid=10150097190750217&ref=mf