أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا تسكين بكالوريوس دكتور في الطب بجامعة اليرموك ابو صعيليك: حوار مثمر يدل على شعور بالمسؤولية نتنياهو: إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية دول أوروبية: نلتزم باحترام قرار محكمة الجنائية الدولية توقف مفاوضات تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا أردني يفوز بمنحة لدراسة نباتات لعلاج ألم مزمن دون إدمان منتخب الشابات يخسر أمام هونغ كونغ العفو الدولي: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي العراق يرحب بإصدار"الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت الهاشمية تنظم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري الأردن يستضيف دورة الألعاب الرياضية العربية 2035 مشاجرة في مأدبا تسفر عن مقتل شخص واصابة آخر
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الإخوان المسلمون في العيون

الإخوان المسلمون في العيون

13-01-2012 06:43 PM

إذا كان مسكن الإخوان المسلمين في العين اليسرى لدى البعض منا ، فإنهم لا يبرحون اليمنى عند البعض الآخر لتقواهم وإخلاصهم للقضايا الوطنية ولعل أكرمكم عند الله أتقاكم.

ولأن التقوى تختلف عن الحكم و السياسة ، وقد لا تتفق معها في عصرنا هذا ، فإن مسكن الإخوان لايرتفع بمنزلته عندنا الى الحواجب لأن العين لا تعلو على الحاجب حتى وإن لجأ المريد الى عملية جراحية بارعة واعتمد كل وسائل التكنولوجيا ودهاليز العصر الحديث.

من هنا جاء حرصنا على بقاء جماعة الإخوان في مواقعهم والحفاظ على دورهم المفيد كوجه وحيد للمعارضة التي لا غنى عنها لدى أي دولة تدعي لنفسها أنها دولة القانون والمؤسسات سيما وأننا لا نملك حزبين فاعلين ومخلصين لبلادهم المترفة ، كما هو الحال في امريكا وبريطانيا ، ولا يسرنا وجود مئات الأحزاب الوهمية المرشية ، التي تدور في فلك الحكومة وتتبنى طروحاتها بخيرها وشرها كما جرت عليه العادة في دول العالم الثالث لغايات الضحك على الذقون ، بقصد خداع الرأي العام العالمي المهتم بتشجيع انتشار الديموقراطية في مختلف الأنحاء .

وفي هذا المقام لا أنصب نفسي ناصحا أو مرشدا للإخوان المسلمين ، ولهم من المرشدين والناصحين ما يغنيهم عن كل النصائح ، ولكن أحدا لا يمنعني من التمني عليهم بشطب أطماع الحكم من منهاجهم والبقاء في صف المعارضة الشريفة الى يوم الدين لغايات نفع الأمة ، لأن شريعتنا الغراء لاتستهدف الحكم كغاية ولا تجيز اتخاذه وسيلة للمكاسب الشخصية ، وإنما وضعت نصب أعينها معارضة الظالمين ونصرة المظلومين ودعت الى إصلاح الأنفس أولا بأول ، وكما تكونوا يولى عليكم .

إن قلة أعداد المنتسبين لهذه الجماعة الطيبة بين صفوف الشعب لاتعني ضئآلة دورها أو تأثيرها السياسي لأن الغالبية العظمى تؤيد طروحاتها الهادفة الى الإصلاح والعدالة حتى وإن اختلف الكثيرون معهم حول كيفية تحقيق نتائج ملموسة في هذا الإطار وتحديد ماهية الإصلاح الذي يستهوي الناس وغاياته ، سيما وأن الدرب طويل الى أبعد الحدود والمشاكل المطروحة أكبر من سعة أي جماعة كانت ولا بد من تظافر جهود كل المخلصين لأجل إصلاح ما أفسده الدهر .

وقد يسكت الناس على مضض إزاء الحملة الإعلامية التي تناولت الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة ، ولكن سكوتهم هذا لا يعني قبول دحرهم من الساحة أوتكميم افواههم التي انبرت للنيابة عن الشعب في شن حرب شعواء على الفساد المستفحل. لأن القضاء على الإخوان المسلمين الذين يشكلون مضلة وحماية لكل طلاب الحقوق في بلادنا ، لا يعني سوى تدمير آخر معاقل المعارضة المنظمة والقادرة على فضح الفاسدين وإسماع صوت المستضعفين الى كل الدنيا ، ولا بد أن بديلهم سيكون حال فوز الطامعين بالقضاء عليهم هو إطلاق اليد لكل من عاثوا في الأرض فسادا وتمكين سلالاتهم الخبيثة من استعباد الناس جيلا بعد جيل ، وهو ما لا يرضاه أحد .

ولا بد من التوضيح هنا أننا سنبقى بأمس الحاجة الى معارضة شريفة ونظيفة وفاعلة في بلادنا بعد كل ما جرى ويجري ، ولعل بؤس حال الأردنيين لم يعد خافيا على أحد ، ولا شك أن إيصال الناس كلهم الى اليأس والقنوط لايمكن تبريره بالظروف والمعطيات وضيق ذات اليد وغيره من إبر التخدير والتبرير الضارة ولا يصح علاج مصائبنا بتكميم الأفواه ولجم المعارضة ، ولا يعقل معه القول بحكمة الإدارة التي أوصلتنا الى هذه النتائج المؤسفة التي لا تحتمل السكوت ، وكل من يظن أن هذه المهزلة سوف تمر مرور الكرام في بلادنا ، لايعرف الطبيعة الأردنية التي لا تطيق الضيم .

والحال الذي وصلنا اليه واضح المعالم في شوارع العاصمة التي اختارها المحبطون مسرحا حيا لإشعال النار بأنفسهم واحدا تلو الآخر بهدف نقل رسالة قاسية ودرس للجميع مفاده بأن السكوت المستمر على السياسة الإقتصادية الخرقاء وإطلاق اليد للفاسدين في القطاع الخاص قبل العام قد أدى ويؤدي باستمرار الى أعظم الكوارث.

ورحم الله المطارنه والزعبي وأمثالهم ممن الهبوا مشاعر الأردنيين قاطبة عندما أقدموا على حرق أنفسهم كرها بالحياة الدنيا نتيجة هذا الحال المزري ، فقد كانوا يعرفون أكثر من غيرهم أن الإنتحار يؤدي الى الجحيم ولكنهم القوا بأنفسهم الى التهلكة بعد أن أغلق اليأس والغضب والقنوط على عقولهم وقلوبهم نظير معاناتهم القاسية هم وجمع افراد أسرهم من ضيق ذات اليد وهم يبصرون نظرائهم من متسولي الأمس ولصوص اليوم وهم ينعمون بالمليارات رغم ان أحدا من المترفين الجدد لا يفوقهم علما أو عملا أوجهدأ مبذولا لأجل كسب لقمة العيش ، ولكن سوء التخطيط الإقتصادي وإطلاق اليد للفاسدين مكّن البعض من رقاب البعض الآخر بسهولة وأوصلنا الى القنوط ونار جهنم بدل الجنة الموعودة.

ولا يظنن أحدا أن هناك من يحرق نفسه لأجل تسلية الناس بقصة أو رواية تافهة ، ولكنه يستهدف بلا شك ايقاظ الضمائر ونقل رسالة بليغة من الإحتجاج الى كل المسؤولين عن انتحاره وقديما قال ابن الخطاب لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني ربي ، فهل هناك من يجروء على اعلان مسوؤليته عن انتحار ابناء الوطن واحدا تلو الآخر أم نجد تبريرا كافيا لكل ما حصل بوصف المنتحرين بالكفر والظلالة ؟.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع