منظراً يضطرنا أن تتألم ،منظر غاب عن ناظرنا كثيراً ولابد من المطالبة باستعادته,الدرجة التي ميز الله سبحانه الرجل فيها على المرأة ,الحق الدستوري من السماء ,تلك الدرجة المتمثلة بالرجل الحقيقي الرجل الحلم القادر على العطاء وليس الأخذ فقط, القادر على احتواء مشاعر المرأة وتفهمها, هو القادر على إشعار المرأة بالأمان بجانبه والتعامل معها بصدق دون ادعاء واستيعاب أفراحها وأحزانها على حد سواء،القادر على قراءة عينيها وفهم صمتها, ويحترمها ويقدّرها كإنسانة ذات كيان لها عقل وقلب ووجدان ,ويعاملها المعاملة الكريمة التي أمر بها ديننا الإسلامي, إن من يفعل ذلك هو الرجل الحقيقي - الذي يمتلك أخلاق الفرسان ، ذلك هو الرجل العظيم الذي لا يظلم ولا يقهر ولا يًهين, والحقيقة أن الكثير من النساء والرجال لا يدركون المعنى الحقيقي للرجولة, يجعلهم يتصورون أن الرجولة هي التسلط وممارسة القهر والاستبداد،غير أن الرجولة أمر مختلف تماما ,إن تقوى الله في معاملة المرأة رجولة ، إن صيانة المرأة والحفاظ على مشاعرها وكرامتها رجولة, إن توفير الحياة الكريمة والمعاملة الكريمة للمرأة رجولة.
فالمرأة هي الأسرة والوطن والرجل هو الأمان والقوة لهذا الوطن,يقال أن الرجال ثلاثة : إما صبي وإما غبي وإما نبي وأقول لا نريد الصبي ولا الغبي و لا نبي بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام , بل نريد الرجل الأبيّ- لا نريد رجالا يذوبوا في درجة حرارة لا تتجاوز العشرين- وآخرون ربما يصمدون إلى درجة الخمسين - ولكن من نريد هم من لا يذوبون حتى في الفرن الذري - وحين يذوبون يتحول فحمهم إلى ماس, يا لروعة هذا الرجل, ما أنبل ما يتحلى به من عقل وما أوسع ما يمتلكه من ملكات هو رائع في حركاته ورائع في تكوينه يجمع بين مجد الملائكة وعجائب الدنيا وطيبة الأرض,إنه حلقة فريدة في سلسلة لا متناهية. إنه منتصف الطريق بين اللاشيء والسماء , إن الرجل حينما يريد أن يعيش رجولته لا يعنيه في المرأة ثقافتها ولا عبقريتها ولا أن تكون مكتملة الصفات يكفيه أن لا يتنازل عن أنوثتها وحينها يكون الرجل وسيما ورجلا.
أما المرأة , التي لا تقدر على إلهام الرجل وتحريك مشاعره النبيلة غير جديرة بالاعتبار وأي منافسة بين الجنسين هي جهل وحماقة, لقد أودع الله عبقرية المرأة في قلبها وثمار تلك العبقرية هي ثمار الحب والتفاني, إن المرأة حينما أرادت الخروج للعمل تنازل لها الرجل عن أمور كثيرة ؟؟؟ وهي ما الذي تنازلت عنه له؟ حين خرجت المرأة للعمل خرجت معها السعادة ، وصار الرجل لا يرى منها إلا هالات سود تحيط بعينيها ووجه فيه بقايا مساحيق متناثرة وشعر معقوص والعصبية في المزاج وقلة الإنصات والإعياء, أين تلك المرأة التي تقدّر زوجها وتنتظره بفارغ الصبر والشوق بمظهرها الجذاب وباطنها الحنون؟ تلك التي تُسيّر أمور بيتها بيدها لا بيد الخادمة فلا تحتاج لعمليات شفط أو تجميل , المرأة اليوم انتهكت حقوق الرجل تركت بيته للخادمة التي تقوم فيه بكل شيء من طهي وعناية بالأولاد وأعمال المنزل ولم يتبق سوى أن تقوم الخادمة بعمل المرأة داخل غرفة النوم , أين تلك المرأة التي تشعر بشعور الرجل وتتألم لألمه وتبتهج لنجاحه وتعتز بكرامته, وتستر عيوبه وتضحي من أجله وتخلص له وتقف بجانبه؟ لقد طغى على العالم حب يشبه الحب بوجهه الرومانتيكي والذي ساد الحياة الأوروبية لكنه حب عاش في الشارع والمصعد والغرف الحمراء حب خلا من السمو والعلو والفضيلة حب يفضي إلى ميل متزايد نحو الطلاق , بل والاهم من هذا الانشغال في تسييس ما يدعى "قضية المرأة" وتشتيت الصف بالفكر الدخيل الذي يحاول زعزعة أمننا الداخلي والخارجي ولا يخدم سوى أعداؤنا وعلى رأسهم المحتل الصهيوني.
لم لا نعمل وفق مبدأ "النساء شقائق الرجال" لا الندية ؟ أليس من حق أي رجل في الدنيا سواء كان زوجا أو أبا أو أخا أن تشعره المرأة بالقوامة و تستشيره حينما تريد السفر أو الخروج؟ نستطيع أن نحرر الرجل من سيطرة المرأة والمرأة من ظلم الرجل, فقط أن يتصرف كل واحد منهما وفق طبيعته وتكوينه وفطرته, ولابد من لصق الآية الكريمة في الذهن" وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ) البقرة/228 , ووجب تذكر هذه العبارة (إن المساواة بين شيئين مختلفين فيه ظلم لأحدهم) .
إننا حينما نطالب الرجل بحقوق المرأة علينا أن نعمل على هذه المرأة ونوصل لها فكرة مفادها " كوني أنثى تكوني جميلة "حتى إذا اكتملت هذه الكينونة حصلت تلقائياً على كل الحقوق بل وأكثر مما تتوقع , ذلك لأنها ومن غير شعور وطقوس وشعوذة ستصبح ساحرة وستأخذ أكثر مما تستحق وأكثر مما يجب, وأجمل ما في الأمر أنها ستأخذ ما تريد والرجل بكامل قواه العقلية ورغبته الذاتية وبكامل رضاه النفسي.
للأسف الشديد أصبحنا نعيش في زمن القبح, زمن التصدع والـ لا أخلاق, أصبحت المرأة شمعة تحرق وتحترق, لا تُنير وتسير في الطريق السوي, و أصبح الرجل الفارس, الرجل الحقيقي عملة نادرة بعد أن تنازل عن الدرجة التي وهبت له من دستور السماء – إلا ما رحم ربي- فالاثنان في مهب الريح إن لم تتدارك الأنفس وتتداركهما رحمة الرحمن.