اطفال يدمون القلوب ..... يا اصحاب القلوب
في الأمس يطالعنا التلفاز الرسمي وفي نشرة الاخبار عن مأساة انسانية أدمت قلوبنا وأججت مشاعرنا الأنسانية مفادها عائلة اردنية يصاب ثلاثة اطفال من افردها بمرض خطير نادر الحدوث يصيب واحد من كل نصف مليون في العالم هذا المرض عباره عن سرطان جلدي ناتج عن تعرض المصاب الى اشعة الشمس وتبدأ اعراضة بالطفح الجلدي الذي يصيب الوجة ثم يمتد الى باقي اجزاء الجسم ليفتك بالمصاب بعد عناء مزمن مع هذا المرض الخطير .
ثلاثة اطفال بعمر الورد يجلسون في منزل صغير يفتقر الى ادنى سبل العيش والراحة يلتفون حول امهم الثكلى التي فقدت زوجها لتواجه الحياة لوحدها في هذا العالم الذي بات يفترس الضعفاء دون شفقة اورحمة اطفالا بعمر الورد كل ما التهبت اوجاعهم اقتربوا الى حضن امهم ضنا منهم ان لديها السبيل في خلاصهم من فك هذا المرض المفترس لكن هيهات .... هيهات ان تستطيع ذلك فرغم محاولتها البائسة لتخفيف معاناة اطفالها الا انها وكما روت لنا على شاشة التلفاز انها استنزفت كل دخلها لشراء الأدوية والكريمات علها تخفف ألام المرض الذي فتك بفلذة كبدها الطفل الكبير مما افقده البصر واستئصال عظام الوجة بالكامل ليواجة قدره المحتوم والمحزن على مرأى اخويه الذين ينتظرون دورهم دون حول ولاقوة .
اطفال بعمر الورد يسمعون ضحكات الاطفال وهتافاتهم في الخارج وهم قابعون هنا في هذا المنزل المغلق تماما والمجلل بستائر سوداء حتى لاتتسلل الشمس اليهم فهم مدركون انها تحمل بين اشعتها حزما عريضة من السرطان .
المذيع افاد انها عائلة اردنية وغير مؤمنه صحيا فا اذا كانت عائلة اردنية فأين الدستور الذي يقول ان الادنيين يتمعون بكافة الحقوق والواجبات فا أين التأمين الصحي المجاني رحمكم الله .
لماذا يعالج ابناء المعالي والعطوفة في مستشفيات باريس وامريكا وعلى حساب الدولة وبالملايين رغم انهم سرقوا امولنا ونهبوا مقدراتنا دون رحمة اوشفقة على هذا الوطن ويترك هؤلاء الاطفال يواجهون قدرهم المحتوم لوحدهم ... اين الرحمه ... اين الشفقة .... اين العدالة الاجتماعية اباتت هذه المصطلحات في بطون الكتب فقط والخطابات الرنانة ام ان القلوب تحجرت وقست بقسوة الحياة التي نعيش .
اين التكافل الاجتماعي الذي نادى به ديننا الحنيف ( المسلم للمسلم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )