من أقوال شهيد الأردن وصفي التل : ".. إن الذين يعتقدون أن هذا البلد قد انتهى واهمون، والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون كذلك، والذين يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه (جورعة) مال داشر واهمون كذلك"..
كل المجد والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار...
في حضرة روحك الطاهرة يا سيدي وصفي تتساقط العبرات حنينا وشوقا لسيد المواقف الوطنية الصادقة وصانعها، فبعدكم ولى زمن الرجال بلا عودة وتساقطت الحكومات واحدة تلو الأخرى على مذبح النهب والكسب غير المشروع وفرض الضرائب والتجويع من أجل التركيع .... فأصبحوا يتلذذون ويتفننون في استصدار القوانين المشرعة لفسادهم وتنفعهم وكذبهم وتلفيقهم لشرعنة النصب والاحتيال وسوء استغلال السلطة...
هل ما يروى في مأثورنا التقليدي صحيح عن الأموات تصلهم أخبار الأحياء إن كانوا كما يقال من أهل الخير، أو بعبارة أخرى" بتوع ربنا " لو كان هذا الكلام صحيحا أو منطقيا بأي درجة من الدرجات لما قبل أي من أمواتنا الشرفاء ما نحن عليه من حال حكوماتنا الحالية أو أخواتها السابقات...
خرج الأمر عن نطاق السيطرة في الشارع السياسي الأردني إلى حد يصعب معه التنبؤ بالقادم من الأحداث، ولكن هناك ما يسعف دائما وأنا لا أرى ملاذا ولا مخرجا من هذا الموقف المخزي الذي فرضته علينا شرعنة النواب الذين فقدوا شرعية وجودهم بالأساس في الشارع الأردني ولأكثر من مرة وفي أكثر من موقف... سوى تدخل جلالة الملك سيد البلاد ليعلن لنا في ذات مساء أردني جميل حل مجلس النواب الذي أثقل نفوسنا مللا وذرعا وضيق في أعيننا كل الأفق بما يبثه في الأرجاء من قلق وموت بطيء بتصرفات لا تمت للوطن ولا لقيادته ولا لأرضه وأهله بأي صلة...
النواب الكرام لطخوا أياديهم بالمصادقة على قرارات نهب مقدرات الوطن سابقا وها هم يكررونها اليوم ... لقد فقدتم الشرعية والبراءة فكيف تمنحونها للحياة السياسية ومراحلها في القادم من الأيام وفاقد الشيء لا يعطيه سادتي الكرام؟؟!!
إلى روح وصفي الطاهرة...
عباراتك ترفرف حولنا وستبقى حية فينا وماثلة أمام أعيننا، وسنبقى نطلب لأرواحكم الشريفة الرحمة والغفران... ولكن نحن من يطلب لنا الرحمة وقد أصبحت مقدراتنا وقوتنا وكرامتنا كأنها " جورعة "...