كعادتي أتجول كل مساء بين المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت ولم أصب بالذهول أو الاستهجان عندما قرات بداية خبر صحافي يتحدث عن معاناة امراة متزوجة قامت بزيارة إلى عيادة أحد الأطباء وهي تعاني من بعض الآلام الحادة المتمثلة بصداع في رأسها ، إلا أنني ذهلت حقا بعدما تبين لي أن الشكوى ورحلة البحث عن علاج كانت مسوغا ومقدمة لتحرش هذا الطبيب بمريضته محاولا مراودتها عن نفسها بحجة إجراء مساج يخلصها من الألم.
وفي التفاصيل تفاجأت "سلمى" بأن الطبيب الذي ذهبت إليه يعرض عليها "مساجا" لترتاح من وجعٍ في رأسها، مؤكدة أنها لم تشكّ للحظة أن يكون ما قام به مقدمة لتحرشٍ ما، وحسب روايتها فإن هذا الطبيب الذي تزوره لأول مرة، قال لها بعد أن فحصها بشكل طبيعي إنها بحاجة تدليكٍ لتتخلص من ألم تعاني به في رأسها، ما جعلها تسمح له بالبداية على اعتبار أنه "طبيب" ولا بد يعرف ما يقوم به.
وأضافت أن هذا الطبيب الذي ذهبت إليه كبديل عن طبيبها الأصلي، بدأ بعد ذلك يقوم بأمور منافية للآداب ما جعلها تنسحب راكضة لخارج عيادته، وأكدت سلمى- وهو اسم مستعار- أنها اضطرت للذهاب إلى الطبيب المذكور لأنه "مشمول بمظلة تأمينها الصحي الجديد"، مبينة أنها حين أخبرت إحدى زميلاتها قالت لها بأن هذا الطبيب قام بفعل ذلك معها أيضا، لائمة سلمى على عدم إخبارها بأنها ذاهبة إليه.
ولفتت سلمى إلى اشتكاء زميلتها لشركة التأمين المعنية، موضحة أن الشركة أجابت "إن هذه الشكوى رقم مليون التي تردنا على الطبيب المذكور، وقد أبلغنا نقابة الأطباء إلا أنها لم تتخذ الإجراء المناسب"، وأكدت أنها حين حادثت النقابة طلبوا إليها التقدّم بشكوى رسمية بهذا الخصوص، ما أقرّت سلمى بأنها لن تفعله "لأني لم أمتلك الجرأة لأخبر زوجي عمّا جرى وإن تقدّمت بشكوى رسمية فلا بد أن يعرف وحينها قد يحدث مالا تحمد عقباه".
رد الجهات المسؤولة هنا جملة وتفصيلا ابتداء من نقابة الأطباء ومرورا بشركة التأمين لا يحمل أدنى معايير المهنية أو المسؤولية فكان الأولى والأجدى بالنقابة الموقرة التعامل بروح القانون لا بنصه هنا حتى توقف مثل هذا المبتذل سلوكيا وأخلاقيا عند حده والذي يسئ بالدرجة الأولى للمهنة وسمعة منتسبيها والوطن بشكل عام...
ثم وإن صحت عبارة ورواية تكرار الشكوى من قبل العديد من المراجعات لعيادة ذات الطبيب مع العلم أن الرابط بينهن هو خضوعهن لشركة تأمين واحدة فلماذا لم يتم شطب اسم هذا الطبيب وعيادته من شبكة التأمين.
أسئلة مقهورة تبحث عن إجابة ما بين نقابة الأطباء التي نجل ونحترم ونقدر دورها في خدمة المجتمع ومنتسبي النقابة وبين شركات التأمين المعنية وبين الأجهز الأمنية صاحبة الولاية والوصاية لتقديم المسئ والجاني للقضاء فهل من مجيب وهل من مغيث؟؟!!